الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة

انت في الصفحة 32 من 161 صفحات

موقع أيام نيوز

وإلى حياتها التي فقدتها منذ أن أتت إلى هنا ولكن هل ستبتعد عن زوجها ستترك يزيد الذي اعترفت لنفسها بأنه يجذبها بكامل تفاصيله..
عنفت نفسها على ذلك التفكير فهو لم يفكر بها أو بمشاعرها عندما تطاولت يده عليها وسبها بألفاظ بشعة ربما لو كان فعل شيء آخر تستطيع أن تغفره لفعلت ولكن هذا لا يغتفر فكرامتها وعائلتها لا يستحقون هذه الإهانة..
وقفت على قدميها متوجهة صوب باب الغرفة لتفتحه وتخرج ترتب أشيائها وتذهب دون رجعة وليحدث ما يحدث ولكن هيهات فقد كان هذا مخططها أما هو فقد كان له رأي آخر..
حاولت فتح الباب عدة مرات ولكن دون جدوى أمسكت بالمقبض بحدة محاولة فتحه ولكن دون فائدة نظرت إلى الباب ثم علمت أنه من فعل ذلك ليمنعها من الذهاب ومن دونه سيفعلها فلا أحد يحبها بهذا المنزل من الأساس سواه هو وأخته مهلا هل هو حقا يحبها! تفكر بتراهات وتركت الأمر اللازم..
نظرت إلى ساعة الحائط وجدتها لم تتعدى الثامنة صباحا فعلمت أنه لم يذهب بعد وقفت خلف باب الغرفة ثم صاحت بصوت عال بعض الشيء
يزيد أفتح الباب
لم تتلقى إجابة منه فوضعت أذنها على الباب تسترق السمع ولكن لم تستمع لشيء بالخارج فطرقت بكلتا يدها وصاحت بحدة
أنت كمان جايلك نوم قوم أفتح الباب يا يزيد وإلا هعملك ڤضيحة هنا
نهض من على الفراش جالسا مرتعد بسبب ذلك الصوت المزعج الذي أستمع إليه نظر حوله ليرى إن كان هناك شيء حقا ولكن لا يوجد فعاود النوم مرة أخرى ولكن صوتها الصارخ أخترق أذنه ليجعله يهب واقفا على أرضية الغرفة مقتربا من باب الغرفة قائلا بهدوء متسائلا
في ايه بتزعقي كده ليه
اغتاظت من هدوءه وبروده في المعاملة وكأنه لم يفعل شيء أبدا فصاحت بعصبية وهي ټضرب الباب بقدمها
أفتح الباب يا يزيد وإلا مش هيحصل كويس.. لولا أن حاجتي جوه كنت مشيت من غير ما تعرف أصلا
مسح وجهه بكف يده الأيمن بينما الآخر مستندا به على الباب يحاول أن يبعد النعاس عن عينيه تمتم بينه وبين نفسه بكلمات غير مفهومة ربما تجعله يهدأ حتى يصلح ما أفسده
بټهدديني يا مروة
أتته الإجابة سريعا وهي تقول بحدة وعصبية بسبب حپسه لها بهذه الطريقة
اعتبرها زي ما تعتبرها المهم أنك هتفتح الباب يعني هتفتحه
ابتسم بسخرية بعدما استمع إلى حديثها الواثق وكأنه يقوم الآن بفتح الباب لتلبية طلبها الأمر
طب لو مفتحتوش يعني هتعملي ايه
صاحت بإسمه من بين أسنانها بصوت غاضب
يزيد!..
ابتسم يزيد بهدوء ثم حاول معها باللين لتوافق على طلبه الذي ربما يكن مستحيل فما فعله لمولكنه لم يكن يدري بالأمر ولا يعلم ما يفعله سوى أن شيطانه سول إليه أنها خائڼة وهي لم تبخل عليه بمساعدته
أول مرة أسمع اسمي حلو كده
تريث بعد جملته أخذا نفسا عميق ثم تحدث مجددا بخفوت وصوت أجش
أنا آسف بصي عارف كمان على اللي عملته بس حطي نفسك مكاني.. فجأة ألاقي مراتي واقفه فاتحة رسايل شخص متسجل عندها حبيبي بيكلمها وكأنه جوزها وكأنه أنا يا مروة غير أنه

________________________________________
عارف حاجات يعني مش أي حد هيعرفها ده غير إن دي تاني مرة لنفس الرقم حتى مكلفتيش خاطرك تمسحي أم الرقم أو الإسم عايزاني أفكر إزاي طيب
أستمع إلى صوتها الهادي يأتي من خلف الباب قائلة
أفتح الباب يا يزيد
أجابها قائلا بهدوء وهو يستند على الباب بكلتا يديه
هفتحه بس اوعديني مش هتاخدي أي قرار غير لما نتكلم
أوعدك
ذهب ناحية الكومود بجوار الفراش ليجذب من عليه مفتاح الغرفة وذهب إليها ثم وضع المفتاح بالمزلاج وأداره لينفتح الباب وتظهر هي من خلفه بملامحها الباهتة وعينيها المنتفخة ربما

من كثرة البكاء أو قلة النوم خرجت لترى الغرفة بحالة يرثى لها رأت كل محتويات المرآة على الأرضية البعض مهشم لا يصلح لشيء والبعض الآخر ربما يصلح لم تنظر إلى وجهة مباشرة فقد هربت من رؤية ملامحه..
تقدمت إلى داخل الغرفة تعطي ظهرها إليه ليتقدم منها ممسكا معصم يدها ثم جعلها تستدير لتكون في مقابلته بينما هي سحبت يدها من بين يده..
تغاضى هو عن الأمر ثم تحدث بهدوء وضعف ينظر إلى عينيها زرقاء اللون
أنا آسف بجد مكنش قصدي كل اللي حصل
31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 161 صفحات