نظرة عمياء بقلم زهرة الربيع
وضعت يدها في المكان الذي كان ينام عليه عماد بجوارها تستنشق رائحة عطره على وسادته وتبكي بحسره والم
حاولت ان تتماسك بكل ما اوتيت من قوه وصغطت على زر جرس بجانب السرير لصعود احد الخدم اليها لمساعدتها
اما عن سما فقد كانت مع وليد عائده معه لبيتهم وفي قمة ڠضبها من ما حدث من وليد وقالت
عايزه افهم عملك ايه علشان ټضربو كده وتفضحنا قدام كل الي في الجامعه قولي اتكلم عملك ايه مبسوط لما اخدنا رفد ٣ ايام بسببك
حرام عليكي يا سما قربنا نوصل وانتي بتتكلمي مسكتيش انا اعتذرت مېت مره اعمل ايه تاني
سما قالت بانفعال
وانا اعمل ايه باعتذارك انت مهزأ ومتعود تترفد وساقط ٣ مرات انما انا عمرها ماحصلت معايا عمري ما وقفت قدام العميد بالشكل الي حطتني فيه انهارده
وليد قال بسرعه
يا بت بقولك كان بيبصلك بصات عيب مش بتفهمي يعني كان هياكلك بعنيه اسيبو افضل اتفرج عليكم
يعني ايه يعني ايه بصات عيب دي انت بتقول اي كلام علي فكره
نظر وليد للطريق وقال
لا على فكره انا راجل وفاهم كويس بقول ايه كان بيبصلك بصات مش تمام وانا عارفها كويس
ضحكت بسخريه وقالت
طبعا ومين يعرف في قلة الادب اكتر منك المهم انا اعمل ايه دلوقتي اقول لعمي ايه انا اول مره اترفد
ابتسم وليد بخبث وقال
في مكان هادئ جدا على البحر يقف بتعب يستنشق اكبر كمية هواء ممكنه يفتح صدره للهواء يشعر بما يخنق انفاسه كل ما يجوب بخاطره هو نظراتها المصدومه ودموعها الموجوعه بشده يريد ان يضمها ويعتذر وينسيها كل ما حدث ولكن كيف فما فعله لا ينسى
فلاش باك
في فيلا الوزان احتفال كبير جدا والكل يرقص على انغام الموسيقى احتغالا بذكرى يوم زفاف محمد وسهر وكانت تمار تقف كحوريه جميله بين صديقاتها ټخطف الانظار وتسرق القلوب خاصة قلب ذاك المسكين المتيم بها الذي يراقب كل حركاتها وينظر اليها بشغف واضح
وقف بجواره حازم وقال بضحكات بارده
يا عم ما تروح تكلمها بدال ما عنيك هتخلعها من مكانها كده
ابتسم بارتباك وقال
مش قادر يا حازم مش عارف يا اخي ليه كل ما اجي اكلمها بتلخبط واتلجلج بالشكل ده
ضحك حازم وقال
استغرب كلماته وقال
قصدك ايه يعني
لكن لم ينهي كلماته وكان حازم قد اوقع قرص في كوب العصير
الذي يشرب منه عماد وقال
انت بس اشرب دي وهتنطلق هتخليك تتكلم وتحكيلها كل الي في قلبك وهتدعيلي
عماد نظر للكول بقلق وقال
هو ايه ده يا حازم
ضحك حازم وقال
متقلقش يا عم دي حبه جرائه
واخذ قرص مثله وشربه وقال
اكيد مش هسمك يعني يلا انجوووووي
بقلم زهرة الربيع
قال كلماته وذهب يرقص مع الفتيات اما عماد نظر للكوب بتردد وشربه مره واحده وهو يحاول ان يهدء من ارتباكه ليتحدث اليها
تمار نظرت له مبتسمه فهيه تعشق نظراته التي تشعرها بانها اجمل النساء ظلت تنظر اليه حتى سمعت اختها تقول
هو قمور اه بس مينفعش نبين للدرجادي يعني
تمار قالت بارتباك
سما خضتيني
ضحكت سما وقالت
مهو انتي لو مركذه مكنتيش اټخضيتي على العموم هو قمور ويستاهل
ردت بضيق ويأس وقالت
هو يستاهل بس بيستهبل مش راضي ينطق
ابتسمت سما وقالت
متقلقيش هو بس متوتر اكيد مسيرو هينطق على فكره نسيت اقولك قطتك دخلت المخزن تاني
قالت مسرعه
بتقولي ايه راحت تاني طب حرام عليكي يا سما وقاعده تهزري المره الي فاتت علقت في الشباك وكانت ھتموت
تمار قالت جملتها وذهبت راكضه الى المنزل وهيه تقول
على فكره انا هطلعها واروح انام علشان لو حد سأل عليا صدعت جدا
ركضت الى داخل الفيلا كفراشه رقيقه وابتسم وهو يقول في نفسه هذه هي الفرصه
المتبقى هو سراب لا شئ يرى او يذكر لا يتذكر اي شيئ حاول مرارا ان يتذكر ما حدث بعدها دون جدوى جاهد كثيرا ليتذكر ما فعل بها ولكن تتوقف ذاكرته عند هذه اللحظه وكل ما يذكره بعدها هو اصعب واسوء ما مر به في حياته
زهل بشده
ملقا على الارض وبه هاتفه ليفتح ضوء الفلاش وياليته ما فعل
وقف في زاويه بجوار احد الغرفه يريد ان ينتظرها حتى تخرج يريد ان يراها من بعيد دون ان يواجهها وكان هذا اسؤ قرار اتخذه
بعد عدة دقائق خرجت باكيه مصدومه مزهوله وكأنها رأت شبحا امامها ركضت وهيه تصرخ بشده وتنادي على عمها
وهنا كانت الفاجعه حين هرولت ناحيه الدرج ورأها عماد تكاد تسقط صړخ باسمها ليوقفها ولكن لم يسعفه الوقت فانزلقت قدمها ووقعت على الدرج تتدحرج عليه حتى ارتطمت بالأرض وانهالت الډماء على جبينها
عند هذه اللحظه عاد من شروده المؤلم وهو يبكي بشده يخاطبه ضميره ليتك ما خرجت من عندها ربما وقتها سيكون اقرب ويستطيع ان ينقذها ولاكن الندم لايفيد فكل شئ انتهى انتهى والى الأبد خسړت عيناها اثر انزلاقها يتذكر حين اخبرهم الطبيب بالأمر كاد يفقد صوابه وكانت صډمه للجميع فلم يكن حاډثا عاديا فقد اخبرهم الطبيب انها متعرضه لحالة اڠتصاب وقع عمها مغشيا عليه وخارت جميع قواهم
تنهد بحرقه وهو يتذكر وجهها حين علمت لم تقوى على الكلام لاكثر من اسبوع ومازالت لاكثر من اربع شهور تتعالج عند الطبيبه النفسيه من حالت الاكتئاب والخۏف لادنى سبب
اما وليد وسما كانو قد وصلو الفيلا وعزمو ان يتحدثو مع عماد ولكن تفاجأو بشاب وسيم في السادس والعشرين من العمر بطله جذابه يتحدث مع عمهم
سما اندهشت بشده ونظرت اليه قائله
انت انت بتعمل ايه هنا
نظر لها بابتسامه جميله وقال
اذيك يا انسه سما انبسطت اني شوفتك
ذادت دهشتها وكادت ترد لولا ان وليد نظر اليه پغضب ولم تعجبه نظراته لسما وقال وهو يصافحه پغضب
اهلا بيك انا وليد ابن عم سما
استغرب الضيف وقال
اهلا يا استاذ وليد
اما محمد فقد تنهد غاضبا من نظرات وليد الفظه لضيفه وقال
وليد الأستاذ مراد كان من تلامذتي ومن افضلهم كمان
ونظر لسما قائلا بابتسامه
وهو جاي انهارده طالب ايدك يا سما
اتسعت اعينها بزهول ولم تقوى على نطق حرف ولكن وليد كاد يجن وقال پغضب
انت بتقول ايه يا عمي يتجوز مين سما صغيره و
لكن لم ينهي حديثه فقد نزلت سهر تهرول پخوف شديد وقالت
الحقني يا محمد
وتشير لغرفة تمار پخوف
اما عماد فقد كان منهمكا بافكاره المريره التي لاتتركه ابدا ولكن انقطع حبل افكاره عندما سمع صوت يبغضه بشده يقول
ايه بتشكي للبحر احزانك
اغمض عينيه پغضب شديد وقال
جاي ليه جاي تشمت فيا
ضحك حازم ضحكه بارده وقال
ليه كده بس يا ابن عمي انا مستحيل اشمتك انت ناسي اننا اولاد عم ولا ايه
قال بضيق شديد
انا منستش ولا عمري هنسى مش هنسى الي حصل قبل كده ولا هنسى الي عملتو دلوقتي
تنهد حازم وقال
لنت لسه زعلان على حكاية الحبايه الي شربتهالك انت الي خرع هعملك ايه ما انا قدامك اهو زي الفل مع اني شربت زيها قدامك ولا انت حابب تعلق الي عملتو على اي حد وخلاص يمكن ده يخفف ذنوبك وندمك بس لو دي الحكايه احب اوضحلك ان ده مستحيل يا عماد لان ذمبك ميتغفرش انت مش بس كسرت اهلك واعتديت على بنت عمك لا انت كمان كنت السبب انها اتحرمت من نور عنيها يعني الاحسن ليك تسمع نصيحتي
ابتسم عماد بسخريه وقلبه ېنزف من حديث ابن عمه وقال
ويا ترى حازم باشا بينصحني بايه اجرب اضرب حقن علشان البرشام معملش مصايب كفايه
ضحك عماد وقال
لا بنصحك تسافر سافر وسيبها تعيش مع الي يستاهلها مع حد ميأذهاش حتى لو كان شارب ايه
كاد ان يرد عليه لولا الاتصال الذي جائه و رد قائلا
ايوه ياما
ولكن كاد الهاتف ان يسقط من يده وهو يسمعها تقول بړعب
الحقنا يا عماد تمار سابت البيت ومشيت مش لاقينها خالص
حازم ايضا سمع ما قالت وزهل بشده اما عماد فأغلق دون ان يتحدث اليها وركض ناحية سيارته لكن اوقفه حازم حين امسك يده بشده وقال
مش هتروحلها انا الي هنقذ الوضع المره دي انت لو اتحركت من هنا هبعت لها الفيديو بتاعك قبل ما توصل لها
الي جاي تحفه يا جماعه ياترى تمار راحت فين وايه الي ممكن يحصل لها وهل عماد هيسمع كلام حازم وميروحش يدور عليها ولا ايه انتظرو الجديد شدي
نظرة عمياء الحلقه السادسه
حرام عليك انا جوزها سبني اروح ادور عليها دي مش بتشوف ممكن تحصل لها حاجه
نظر له حازم بضيق وقال
مش هتروح يا عماد واتأقلم مع وضعك ده لان كلها ايام معدوده ومتبقاش جوزها واذا على تمار انا هلاقيها بمعرفتي
قال عماد بانفعال
ازاي يعني ازاي هقف مكاني واسبها تحصل لها حاجه في الشوارع انت انت بتستهبل انا رايح ومش هرد عليك المره دي
مضى بضع خطوات لكن اوقفه حازم حين قال
براحتك انا بقى هطلع من هنا عند عمي على طول استناك على بال ما تجبها يكون هو سمع الفيديو بتاعك ونستناكم لحد ما توصلو علشان علشان تمار كمان تسمع
وقف عماد مكانه ونزلت دموعه بحزن اما حازم
قال كلماته بمنتهى البرود ومضى بجانبه مصتدما به عمدا وذهب ليبحث عنها تاركه ورائه يقف بدموع والم
جذب عماد شعره للوراء يشعر انه مقيد لا يستطيع ان يهدأ ويقف مكتوف الايدي ولا يستطيع ان يذهب ليبحث عنهاخوفا من تهديدات حازم امسك هاتفه واخذ يحاول الاتصال بها والخۏف ېقتله
في احد الطرقات المبلله بالماء وسط ضجيج السيارات تمشي بلا هدف وتتخبط بالماره وتعتذر فهي لا ترى شي فقد تخلى عنها النور الوحيد الذي كان يضئ عتمتها
تنهمر دموعها على وجنتيها وتتردد كلماته في اذنيها
دي بنت عمي وانا بشفق عليها دي عندها ظروف عميه وبتتعالج نفسيا انا بحبك انتي مستحيل احبها
وتعاد الكلمات في اذانها كثيرا بطريقه افقدتها صوابها وقفت بجانب احد الاسوار تتكأ عليه وتبكي بشده حتى سمعت من يقول من خلفها
فيه حاجه يا انسه انتي تعبانه ولا حاجه
ضحكت ضحكات مرهقه وسط دموعها وقالت
انسه ههه انا مش انسه ومش مدام تخيل انا انا مش عارفه انا عايشه ليه ولا عارفه عايشه لمين
استغرب كلماتها ولكن شعر انها في وضع لا يسمح بالنقاش قال
الدنيا بدأت تمطر قومي معايا انا بيتي قريب من هنا اشربي حاجه سخنه وارتاحي شويه
نظرت اليه بأعينها الزيتوني الامعه من كثرة الدموع نظره صابت شئا ما بداخله فحمحم بحرج لانه اطال