يحكى أن امرأة أقامت عند زوجها سنين كثيرة
ثم أشعلت ڼارا وجلست تتدفأ عليها بينما سار الناسك والكلب بين المسارب الضيقة وفي الطريق قال الكلب لم أفهم إلى حد الآن كيف تمكنت من العيش
في الغابة وعمرك لم يتجاوز بضعة أشهر
أجاب الناسك كلما أتذكره أني دخلت ذلك الكهف المظلم وشرعت في البكاء وفجأة ظهر لي شيخ يلبس جبة خضراء وفي إحدى يديه شمعة والأخرى عنزة صغيرة وقال لي أنا النبي الخضر أعطاني الله عمرا مديدا لأفعل الخير ويشاء حظك أن أسمع بكائك وأنا أعبر هذه الغابة إسمع !!! ستطعمك العنزة من حليبها وهو شراب مبارك وتضيئ السمعة كهفك ولن تطفئها الرياح ولا العواصف . ثم وضع يده على رأسي ودعا لي
من حليب العنزة فقوي ولم يعد يأثر في البرد والصقيع
ولم أعرف أبدا المړض وحين كبرت إتخذت لي أثوابا من وبر
واكتشفت أني أعرف أشياء كثيرة كالحياكة والغزل والعقاقير
وغيرها دون أن يعلمني أحد ذلك أجاب الكلب سبحان الله كل
ذلك بفضل دعاء الخضر لك .
في هذه اللحظة بان لهما القصر وكان شاهقا يبلغ عنان السماء وقد نحتت على حدرانه تماثيل ونقوش تأكلت جوانبها من شدة القدم كمن الناسك والكلب وراء صخرة باتظار حلول الظلام ولاحظا أن البوابة مفتوحة لكن لا أحد يدخل أو يخرج تعجب الناسك لكن الكلب قال له بما أن القفل والمفتاح معي فلن يستطيع أحد إغلاق البوابة وهذا هو سبب جنون العفريت وبفضل القفل والمفتاح سندخل للغرف السرية والدهاليز
ثم أخذوا كل مرة يدخلون غرفة ويجدون شيئا تارة خزائن
مخطوطات وطورا أسلحة وملابس ملكية ثم نزلوا في دهليز
طويل مظلم وفتحا الغرفة الخامسة وكان من الواضح أن أحدا
يغطيان الغرفة ولما نظرا حولهما شاهدا صناديق فيها حيوانات
صغيرة مجففة وعلى الحيطان رفوف مليئة بالعقاقير والكتب
التي إصفر لونها ولما أخذ الناسك أحدها ونفض عنه الغبار
هتف بفرح لقد عثرنا أخير