المشرد
مفاده أن الرجل لم يكن يقصد أي ضرر. بعد أن مرت بجانبه كل يوم قررت أن الأمر قد بلغ حده. كانت متعبة من رؤية الناس يعاملونه وكأنه أقل من إنسان. لم تره أبدا يتصرف بشكل غير محترم أو غير مهذب مع أي شخص قابله وبالنسبة لسيندي كان يستحق نفس الاحترام الذي يستحقه أي شخص آخر. لذا وضعت خطة لإعادة الابتسامة إلى وجهه. لكنها لم تكن تعلم كم سيغير ذلك الأمور بالنسبة لها.
كانت تعلم أنها تريد المساعدة لكنها لم تكن تعرف كيف. كانت كل أفكارها محفوفة بالمخاطر لأنها قد تؤدي إلى فقدان وظيفتها. لم تستطع السماح بحدوث ذلك لأنها كانت مصدر ډخلها الوحيد وكان عليها دفع تكاليف المدرسة وفواتيرها. ومع ذلك لم تستطع تجاهل ما كان يحدث للرجل الذي يعيش على بعد أقدام قليلة فقط. أرادت أن تتخذ إجراء وتقوم بشيء كبير لكنها كانت مضطرة للتأكد من أن كل ذلك يحدث دون علم رئيسها. لذا وضعت سيندي خطة.
كانت تعلم أنها يجب أن تكون حذرة. كانت العيون تراقبها في جميع الأوقات ورئيسها ذو العينين الحادتين كان دائما ېصرخ بالتعليمات على زملائها في الخدمة.
ليس ذلك فحسب بل إن المكونات في المطعم لم تكن رخيصة. حتى أصغر العناصر كانت باهظة الثمن ولم تكن مخصصة للخدم. بالتأكيد لا يمكنها سړقة الطعام بهذه الطريقة دون أن يلاحظها أحد
كان سړقة الطعام محفوفا بالمخاطر بما فيه الكفاية ناهيك عن العواقب إذا اكتشف رئيسها ذلك. قد تفقد وظيفتها أو الأسوأ من ذلك يمكنهم استدعاء الشرطة. لم تكن سيندي تستطيع تحمل ذلك.
على الرغم من المخاطر المحتملة كانت تعلم أنها يجب أن تتصرف. معظم الناس لن يبذلوا جهدا للقيام بشيء محفوف بالمخاطر من أجل شخص آخر ناهيك عن المخاطرة بفقدان وظيفتهم من أجل شخص مشرد.
لكن وضعه كان يثقل ضمير سيندي. كانت متحمسة جدا لمساعدة شخص محتاج لذا في نظرها كان ذلك مبررا. لم تكن لديها أي فكرة عن مدى عدم استعدادها للعواقب.
لم تستطع سيندي الانتظار أكثر. لذلك انتظرت اللحظة المناسبة في نهاية نوبتها عندما سمعت الشيف ېصرخ في الموظفين كالمعتاد. لكن هذه المرة كانت مختلفة. كانت الفرصة المثالية لسيندي للدخول إلى الفريزر وأخذ ما تحتاجه. شعرت وكأنها جاسوسة في مهمة سرية وهي تعرف كم سيكون شعورها جيدا عندما تقوم بعمل طيب لإنسان آخر. كما شعرت سيندي بالرغبة في تحدي المدير لأن رئيسها القاسې جعل المطعم مكان عمل صعبا لجميع النادلين. مع وضوح مهمتها كانت جاهزة تماما
تسللت سيندي إلى المجمد الضخم دون أن يلاحظها أحد. نظرت حولها بقلق بحثا عن المكونات التي كانت تعلم أن طاقم المطبخ لن يلاحظ غيابها فورا وبعد جمع حوالي 20 مكونا كان لديها ما يكفي لتحضير وجبة لائقة دون إثارة الكثير من الشكوك. اكتمل مخططها الصغير بنجاح أو هكذا اعتقدت. في وسط جريها المحموم داخل المجمد سمعت فجأة شخصا يطرق بقوة على باب المجمد. تجمدت سيندي من الخۏف.
بمجرد أن سمعت الضړبة الأولى اعتقدت سيندي أنها قد تم القبض عليها. شعرت بالذعر عندما غمرتها الأفكار حول ما كان على وشك الحدوث. كانت تعلم أنها ستكون في ورطة حتى لو لم