الإثنين 25 نوفمبر 2024

عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 9 من 231 صفحات

موقع أيام نيوز


من اللهب الحارق 
وصاح پغضب 
طيب خليه يقربلها وشوف هعمل إيه.. أقسم بالله العيلة كلها ماتكفيني 
دنى اسعد منه بعد محاولته الفاشلة 
طيب لو قولت عشان خاطر أبوك ياراكان 
تسمع الكلام المرادي بس.. انت يابني على طول كدا.. نفسي أفرح بيك وأشيل ولادك.. ولا شايف دا كتير على باباك
تنهد بحړقة شديدة وغاص في عتمة عناده وأردف بنفاذ صبر 

بابا حضرتك شايف إني في مركزي دا... استنى حد يختارلي شريكة حياتي 
ربت والده على يديه وتحدث بهدوء 
انت مش كدا كدا هتجوز ماهو مش معقول هتفضل يابني من غير جواز... خلاص اتجوز اي واحدة تعجبك ياسيدي وجدك يسكت 
صمت هنيهة يحاول تمالك اعصابه 
حاضر يابابا هشوف موضوع جوازي دا... بس مااوعدكش حاليا ومش علشان جدي.. لا علشان زي ماحضرتك قولت جه الوقت اللي أعمل عيلة 
وقف وتحدث 
انا هطلع اغير وأنزل على الشركة حاضر 
قالها ثم تحرك للأعلى 
بعد قليل وصل للشركة دلف لغرفة مكتب سليم 
نهض سليم وهو يرفع يديه يادي النور... يادي الهنا والله الشركة نورت ياحضرة المستشار قالها سليم وهو يرفع حاجبه بشقاوة أمام أخيه. 
وقف بشموخ وبخطوات ثابته متجها لغرفة الأجتماعات 
عارف يابني مالوش لزوم أعرفك المكان اللي راكان البنداري بيدخله بيذيده شرف 
توقف سليم يقهقه عليه وهو يومأ برأسه ويرفع ذراعيه 
اتفضل سمو الأمير على الرحب والسعة 
لكزه بكتفه ورفع حاجبه وأردف بفظاظة 
إسمها اتفضل سمو الملك.. الأمير دا ابني اللي هجيي لما ندفن جدك إن شاء 
قوس فمه معلقا
أصلي خاېف لو اتجوزت دلوقتي أجيب ولد شبه.. كفاية عمك خالد.. تلاتة في العيلة كدا ممكن العيلة تولع 
توقف سليم ومازال يطلق ضحكاته على اخيه الذي خرج وهو جلس يجيب على هاتفه 
تحرك متجها للمصعد ولكن قطعه رنين هاتفه زفر پغضب و توقف للايجاب 
أيوة يانورسين.. أيوة في الشركة خلاص نازل... قالها ثم اغلق قائلا 
بنت باردة..
وعايزة قطم رقبتها... فجأة اصطدم بجسد انثوي مما أدى لتساقط هاتفه 
جز على شفتيه السفليه ورمقها بنظره سريعة 
إيه قطر معدي.. براحة هدوسني قدامك 
رمقته بنظرة استخفافية.. وتقدمت بخطوات ثابتة بحذائها العالي الذي كأنه يتحرك على جمرات غضبه منها.. عندما لم تعريه أي أهتمام 
اغضبه تجاهلها كثيرا فهمس بصوتا 
يخربيتها دا ولا كأنها شافتني.. لا ودخلت الأسانسير وسبتني 
وصل سليم يطالعه باستفهام 
راكان واقف كدا ليه وبتبص على إيه.. هز رأسه وتحرك عندما فتح المصعد 
بمنزل عاصم المحجوب 
دلفت سمية زوجته وهي تحمل كوب من الشاي الساخن... وضعته بجواره وهو جالسا يقرأ بمصحفه.. أغلق المصحف يطالعها 
فيه حاجة ياسمية.. جلست بجواره وتحدثت بإبانة 
فيه جمعية قدامي عايزة ادخلها علشان جهاز ليلي ياأبو ليلى البنت معدتش صغيرة وبكرة أبن الحلال يجي وقتها نقوله استنى معلش اصلنا مجهزنهاش 
رجع بجسده على المقعد وربت على ساقيها
ربك يسهل إن شاءالله حبيبتي.. وقتها ربنا هيعنا 
قاطعته مستطردة 
ام محمود بتعمل جمعيات كبيرة وليلى ماشاء الله قبضها حلو ليه نستنى.. اهو ادخل بجزء من مرتبها والباقي يكون لدروس كريم 
أومأ برأسه وتحدث بإبتسامته حنونة 
أعملي اللي أنت شايفاه صح ياأم ليلى.. ربنا يباركلي فيك يارب
تكملة البارت الثاني
في شركة البنداري 
بعد أكثر من ثلاث ساعات في غرفة الإجتماعات يجلس جميع المساهمين 
وقف سليم أمام شاشة العرض الكبيرة وتحدث بعملية 
طبعا آخر صفقة أخدناها حققت أرباحا هايلة... وزي ماكلكم عارفين المشروع الجديد محتاج مننا أفكار جديدة... للمدن الجديدة اللي صممناها وطلعت بالمستوى الممتاز 
اتجه بنظره لشاشة العرض وتحدث بإبانة 
نيجي مثلا لمدينة دا تصميمها أكتر من رائع والحمدلله يعتبر خلصنا حجز جميع الوحدات بيها 
دلوقتي محتاجين بس نصمم ديكورات جديدة لبعض القرى المحيطة بالمدينة دي 
أنا جمعت أفضل المهندسين اللي موجودين عندنا... وكل واحد هيعرض فكرته وبناء عليه هتختاروا فكرة واحد فيهم... ونبدأ نكمل فيها... علشان في الإعلان الاخير عن المدينة نذكر كل المواصفات الداخلية والخارجية.. وبكدا هنكون حققنا أفضل مكسب 
اومأ والده وعمه خالد وبعض المساهمين من خارج العائلة بالموافقة 
اتجه كل مهندس بعرض فكرته للمنتجع الذي أقامته الشركة من مدن جديدة يحاصرها قري سياحية باحدى المحافظات المطلة على البحر... وضح ثلاث مهندسين افكارهم.. فيما رفع سليم نظره لليلى لتوضح فكرة تصميمها 
نهضت ليلى للشاشة وهي ترتدي بدلة نسائيه سوداء اللون وحجاب باللون الوردي... فظهرت بطلتها الخاطفة للقلوب 
رآها يونس الذي قام بالتصفير المنخفض 
ايوة هو إنت... مرحبا أيتها القطة الشرسة.. وأنا بقول شوفتك فين أتاريك في أحضان البندارية 
رمقه الذي يجلس بمقابلته بنظرة أخرسته
اتجه ينظر بتمعن لتلك التي تقف بثقة أمام شاشة العرض مع بعض الرسومات التي قامت بتصميمها بدقة عاليه... لتخرج بأجمل صورة وبدات الشرح
بطريقة عملية وجذابة للإستماع لوجهة نظرها 
أمال برأسه لسليم 
دي مهندسة جديدة ياسليم ولا بقالها فترة هنا 
نظر إليه پصدمة 
راكان بيتكلم عن واحدة معقول تكون عجبتك... طيب الأهبل دا وعارفينه 
أحتدت نظراته ثم رجع بنظراته إليها 
أنا بسأل ياغبي علشان وقفتها دي وقفة واحدة مخضرمة بعملها مش علشان ملفته ولاحاجة... اهي زيها زي أي بنت مفيش حاجه تميزها 
رفع يونس حاجبه ساخر 
فعلا انت هتقولي... فعلا مفيش حاجه تميزها غير جمالها الهادي الملفت ولا صوتها الكرواني 
وقف يونس متجها إليها... يرمقها بنظرة سريعة واتجه بجوارها ينظر للجمع 
أنا شايف إن التصميم دا أحسن واحد... وبدأ يشرح وجهة نظره بعض النقاط الخاصة... وختم حديثه 
طبعا أنا مش مهندس ولا أفهم بشغلكم زيكم بس لو هنيجي نقارن هنشوف دا مثلا 
أكمل راكان حديث يونس وهو يرمقه بتحذير 
أنا مع يونس.. ثم وزع نظراته للجميع وهو جالسا بمكانه 
وبدأ يشرح بدقة وجهات الاختلاف بين أربع التصاميم... اعتمادا على دقته بوظيفته بأدق التفاصيل 
قاطعته نورسين ابنة أحد الشركاء
بس أنا اختلف معاك ياراكان وزي ماإنت قولت إنت مش مهندس... أنا كعملي بقول إن تصميم عامر أعلى... دا تحسه Simple أوي والطبقات الراقية عايزة حاجات تانية... ولا إيه ياعمو أسعد 
اتجه أسعد بنظراته لراكان الذي يجلس بهدوئه وكأنه يعلم بأجابة والده 
أنا مع راكان ثم توجه لسليم 
وبما إنك المسؤل ياسليم مقولتش رأيك... وقف سليم متجها إليهما 
وبدأ يشرح وجهة نظره هو كذلك... وافقه عمه خالد ومعظم الموجودين سوى نورسين التي نظرت لليلى پحقد على أشادة الجميع بعملها 
اتسعت ابتسامتها عندما أشادوا بعملها...
رفعت بصرها لراكان فتلاقت أعينهما سريعا فشرد للحظات يتأمل حدقيتها الواسعة.. ولكن ذهب بشروده لأمواج بحره الذي غدر قبل الوصول لشاطئه... أستفاق سريعا عندما استمع لبعض المناقشات حول التصاميم الهندسية الأخرى 
اتجهت ليلى لتجلس بمكانها 
أومأت بنظرها إليه تشكره على رأيه 
شكرا لحضرتك 
هز رأسه وهو يطالع بعض الأوراق بيديه 
وتحدث بصوتا رصين ولم يلتفت إليها 
مفيش داعي للشكر.. إنت عملتي شغلك كويس فاحنا وافقنا على أجمل تصميم 
ثم رفع بصره وحدق بمقلتيها 
كان الأفضل تتأسفي مش تشكريني ياحضرة المهندسة.. 
تصاعد الڠضب بداخلها فتحركت تجلس بجوار زميلتها والغيظ يتآكل داخلها فطالعته مرة أخرى وهو جالسا وكأن مايدور حوله لايعنيه فأردفت
عامل زي الطاووس دايما فعلا واحد مغرور 
اتجه سليم على الطاولة التي توجد بها المخطوطات.. بعد خروج المشاركون إلا من بعض المهندسين المسؤلون عن العمل 
آشار سليم إليهم جميعا للتوجه للطاولة 
وقف سليم بجوارها ونوح الذي اتجه لمكان تواجدهم على التخطيط الهندسي 
عقد نوح حاجبيه وهو ينظر إليهم وهم يتحدثون عن التصاميم الموجودة أمامهم 
فجلس أمام راكان وهو يرمقهم 
أنا ماليش في شغل الهندسة ياراكي.. تحس أنه معقد سبحان الله ماليش غير في الذوق الجميل 
استدار راكان وأجابه 
بالعكس يانوح الهندسة حلوة وعملية جدا..وكل ماتتعمق فيها تحبها أكتر.. ربنا يسامحه اللي كان السبب 
ذهبت ذاكرته لذاك اليوم 
فلاش بالك 
ضمته زينب بحب ودموعها تتساقط عبر وجنتيها 
ألف مبروك ياحبيبي.. مش عارفة أوصلك فرحتي إزاي يابني.. ربنا يوفقك ويسعدك دايما ياراكان زي ماأسعدتني بنتيجة النهاردة وتكون الأولى على دفعتك.. الفرحة مش سيعاني.. وخصوصا إنك هتحقق هدفك وتدخل الكلية اللي بتحلم بيها... مش كدا ياباشمهندس 
اتجه توفيق بنظرة باردة إليه 
جهز نفسك بقى علشان تدخل هندسة.. وتتعلم كويس وسيبك من أحضان زينب اللي مش هتاخد منها غير الضعف.. ثم صاح پغضب بها 
ابعدي عن الولد يازينب انت نسيتي نفسك ولا إيه... متنسيش إنه كبر دلوقتي وبقى راجل.. مش طفل علشان تاخديه في حضنك كدا 
بكت زينب بنشيج وشعرت بدوار يضرب رأسها من كلمات توفيق السامة.. فاجابته بشفتين مرتجفتين 
أنا ياعمي هعلم ابني الضعف.. وعايز تحرمني اني اضمه لصدري 
رمقها پغضب ونهض وهو يطلق لها نظرات ڼارية
انت بتردي عليا يابنت الحصري ورفع يديه حتى يصفعها ولكن توقف راكان أمامها وتلقى الصڤعة مكانها 
توسعت أعين توفيق من فعلة حفيده فصاح پغضب 
إنت عملت إيه ياولد... ابتلع ريقه بصعوبة وهو يضم والدته ثم قال بهدوء مفتعل 
لو شوفتك بتعمل كدا ياجدي في أمي وأسكت يبقى مااستهلش أكون ابنها.. يبقى أنا واحد جاحد عاصي لبر الوالدين... 
نظر بداخل عينيه ولأول مرة تمرد على جده فتحدث 
وقبل ماتقول اسطوانتك كل مرة هتفضل أمي نور عيني لأخر لحظة في حياتي... قالها وهو يشدد على كل كلمة تخرج
من بين شفتيه وكأنه قاصدا إستفزاز جده 
صڤعة أخرى هوت على وجنتيه وصاح پغضب به... صړخت زينب بأعلى صوتها 
راكان رفع نظره إليها نظرات جحيميه فأخرصتها ثم لوح بيديه 
هستنى من تربية زينب إيه غير واحد عديم التربية زيك.. هي بنت الحصري بتعرف تربي... رفع سبابته 
أسمع ياولد متفكرش نفسك علشان خلصت الثانوي هتكون كبرت عليا.. إنت هتعمل اللي هقوله وبس وإياك تاني توقف قدام جدك بعدم إحترام 
هتجهز ورقك وتقدم في الهندسة ودا أمر من توفيق البنداري وخلي بالك عيني عليك 
وصل أسعد اليهم يوزع نظراته بينهم 
مالكم واقفين كدا ليه... رمق راكان جده 
بابا أنا مش هدخل هندسة... صاعقة أصابت زينب وهي تهز رأسها بالرفض لما نطقه راكان... بعيون مترجيه 
حبيبي متخليش انفعالك يخليك تاخد
قرارت ټندم عليها طول عمرك وأنت بتحلم بالهندسة 
نظر بداخل عين جده وأردف بإصرار 
كان زمان ياماما دلوقتي لا قالها بصوت مرتفع 
قهقه توفيق بسخرية فأردف 
ومين اللي هيخليك تعمل كدا ياولد.. دنى من والده ونظر إليه 
بابا.. وأنا وغير كدا محدش له سلطة عليا 
نهض توفيق سريعا يحاول الفتك به ولكن توقف أسعد أمام والده 
بابا لو سمحت حضرتك بتعمل ايه.. حضرتك شايف
 

10 

انت في الصفحة 9 من 231 صفحات