الإثنين 25 نوفمبر 2024

بنت السلطان بقلم سعاد محمد

انت في الصفحة 24 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز

منها يقول بمشاغبه خليكى زى ما أنت جاعده أنتى على ما توصلى لعندى فيها أسبوع بحاله
تذمرت رشيده منه وقالت جصدك أيه وماله أسخر منى وهجول لأمى نرجس تتصرف هي معاك بجى 
تبسم يونس لاه على أيه دى أمبارح عقاپا ليا باتت أهنه وانا نمت بأوضه تانيه خلاص بجى مبيجاش جلبك أسود وبعدين تعالى نجعد أنا عاوز أتحدث معاكى في حاجه مهمه
ردت بسؤال وأيه هي الحاجه دى وكمان أيه الكيس الى في يدك ده شكله فيه كتب جبت كتب جديده
ساعدها على الجلوس على الأريكه وجلس جوارها
يقول هي فعلا كتب جديده ولازمن تحفظيها لأنك هتمتحنى فيها بعد كم شهر
تعجبت من رده
لكن تبسم يونس يخرج من جيب قميصه 
بطاقه صغيره يعطيها لها لتقرئها
نظرت له متبسمه دا كارنيه جامعه وبأسمى معناه أيه
رد يونس دا كارنيه دخولك لكلية الزراعه هنا في سوهاج في كليه للزراعه
انا سحبت ورجك من جامعة أسيوط وجدمت ليكى أهنه وطلعت ليكى الكارنيه وكمان أشتريت الكتب
ردت رشيده وكيف بجى هروح الكليه بمنظرى ده وكمان الى هناك هبيجوا أصغر منى مش زملاتى الى في سنى 
رد يونس مش هتروحى الا على الامتحانات بتاعة نص السنه هتكونى جومتى بالسلامه وبعدين وأيه يعنى زملاتك مش من سنك العلام مفيش فيه كبير وصغير أنا بشوفك بتجعدى جنب يونس الصغير تعلميه
تبسمت
رشيده تقول والله هو ذكى جدا وشاطر
بس ضړب ساره له كان هيربى له عجده نفسيه وكان هبيجى جبان الطفل الى بينضرب كتير بيبجى جبان
بس من يوم ما دخلت ساره المصحه النفسيه وكمان نفيسه أتهدت وبعدت عنى وعنه وهو نفسيته أتعدلت 
تبسم يقول أنتى كنتى طوق النجاه للطفل ده لو مش أنتى مكنتش هعرف جصته ولا كيف بيعاملوه
أنا بحبك وبحب جلبك الكبير الى بيساعد في الحق
كمان عندى ليكى بشرى تانيه
قالت بفضول أيه هى
رد يونس فاكره لما وجفتى جدام عمى وجولتى النجع مش محتاج جامع محتاج مدرسه أو مستشفى
انا خصصت حته أرض جنب الجامع ده وأخدت موافقه بناء مدرسه وهنبدأ في بناها جريب
نظرت أليه سعيده لتفاجئه بأحتضانها قائله أنا بحبك يا ولد الهلاليه 
أقترب موعد ولاده رشيده
عصرا
كانت تسير على سطح الدوار كعادتها منذ مده صغيره حتى يساعد المشى على ولادتها بسهوله سريعا
لمحت يونس يدخل الى الدوار أشارت له كما تفعل يوميا
ولكن تعجبت فهو كان يشير لها هي الأخرى بيده
نزلت من على السطح ودخلت غرفتهم لم تجده في الغرفه ككل يوم
زاد أنشغالها
نزلت لاسفل سألت احدى الخادمات عن مكان يونس فأجابتها أنه بالمندره 
وجدت باب المندره الذي يفتح على الدوار مغلق من الداخل زاد أنشغالها
قررت الذهاب الى الباب الخارجى
صعدت تلك الدرجتان وقبل أن تدخل الى المندره
تسمرت مكانها حين سمعت يونس يقول لصبحى بتعصب وحزن
ومين الى له مصلحه يجتل عبد المحسن ويرميه في النيل
كأنها أخذت طلقه رصاص بصدرها توقف عقلها لا يصدق ما سمع
فاقت على ركلة جنينها القويه في رحمها شعرت بعدها بتقلصات قويه أنحنت تضع يدها على بطنها وخرجت منها أهه ضعيفه 
جعلت يونس أنتبه بوجودها المفاجىء أمامه
تتألم تمسك بيدها بطنها واليد الاخرى تمسك بحلق الباب
ذهب يونس مسرعا عليها يقوم بأسنادها قبل أن تسقط أرضا فاقده للوعى
حملها يونس يوجه حديثه لصبحى أفتحى الباب ده وروح هات الدكتوره بسرعه
دخل يونس بها الى الغرفه ووضعها بالفراش وأتى بالعطر يفوقها
أستجابت له لتفيق وتنظر له قائله بتقطع
عم عبد المحسن أتجتل
صمت يونس كان الأجابه 
حاولت القيام من على الفراش لكن يونس قال لها متنسيش أنك حامل في الشهر الأخير والعصبيه عليكى مش كويسه
مش علشان خاطرى علشان خاطر الى في بطنك بلاش يا رشيده
تقول
كان دايما بيدور عليا ويجى لى
كان هنا أول أمبارح زى ما يكون جلبه حاسس وجالى أنا مش هشوف ولدك بس أبجى أحكى له عنى
وجولى له أنى كنت مرسال العشق بين يونس وبنت السلطان 
ضمھا يونس أكثر يقول كلنا مكتوب أعمارنا وما بتخلص بنسيب الدنيا والى بيفضل ذكرانا في جلوب الى بنحبهم يدعوا لنا بالرحمه
أدعى له يا رشيده
تنهدت تبكى بشده 
أبتعدت عنه حين سمعا طرقا على الباب
قام يونس وفتح الباب
وجد الطبيه تقف أمامه
رحب بها
وقفت الطبيبه تعاينها وقد أعطت لها حقنه مهدئه
ثم تبسمت لها قائله مش عايزين ندخل في ولاده مبكره هدى نفسك كده أحنا قدامنا أقل من شهر خليهم يعدوا بهدوء 
مالت رشيده برأسها بموافقه على حديث الطبيبه
لم تغمض ليونس عين تلك الليله عقله يفكر من له عداوه مع ذالك الرجل الذي لا يفقه شئ غير حب من يعامله بحسنى وينفر ممن يبغضه ولكنه لم يكن موذى لېقتل ويلقى في النيل
أنتهى غسق الفجر وبدأ النور يعلن عن نفسه
نهض يونس من جوار رشيده بعد أن ألقى عليها نظره ووجدها نائمه
تنهد يزفر أنفاسه لديه شعور أنها مستيقظه لكن تغمض عيناها تخفى شدة حزنها 
أقترب من شباك الغرفه الزجاجى وأزاح الستاره قليلا وجد نور بدأ يتسلل من الظلام 
فتحت رشيده عيناها حين
أدار يونس وجهه عنها تنفست ببطء حتى لا يشعر يونس
بها قلبها حزين من صاحب القلب القاسى الذي تحجر وفعل ذالك بذالك الرجل الذي كان على الدوام سخرية الأخرين رغم طيبة قلبه البرىء الذي لم يعرف سوى حب من يعطف عليه حتى لو بكلمه حسنه مثلما كانت تفعل معه لم يكن طامع بشىء يوما 
نظرت الى يونس الذي فتح الستاره قليلا حتى لا يتسلل ذالك الضوء الخاڤت الى الغرفه
لكن رأت هي الضوء الذي بدأ ينبعث من جديد
لكن أيضا سرعان ما أغمضت عيناها حين ترك يونس الستاره لتظلم الغرفه مره أخرى
نظر الى رشيده وجدها مغمضة العين
ذهب الى دولاب الملابس وأخذ ملابس أخرى له ودخل الى الحمام وبدل ثيابه وخرج من الغرفه
صحوت رشيده بعد أن غادر مباشرة 
تنفست بعمق لا تعلم لما لديها شعور شىء كلما أقترب موعد ولادتها يزداد 
بالمندره
دخل صبحى يقول
صباح الخير يا يونس بيه
أماء يونس برأسه ثم قال أستلمت عم عبد المحسن من الطب الشرعى كيف ما جولت لك 
رد صبحى أيوه يا يونس بيه وهنصلى عليه الجنازه بعد صلاة الضهر وجولت لأبن خاله في البدايه مكنش موافق يندفن عندهم في المجابر وكان عايزه يندفن في مجابر الصدجه بس أنا جولت له يونس بيه جالى لو
مش هيندفن عندكم في مجابركم هياخدوا في مجابر الهلاليه جام وافق وفتحنا له مقبره وجهزنها 
تعجب يونس من رفض قريب عبد المحسن دفنه في مقابرهم هل وصل الحال بالناس بهذا الحد من الجهل والتخلف ليرفض أن يدفن صاحب العقل الصغير
والقلب الكبير يبدوا أن رشيده كانت على صواب حين قالت له الناس في النجع محتاجه الى يعلمها الرحمه والتراحم جبل الى يأكلها
بعد صلاة الظهر
وقف يونس وسط مشيعى الجنازه اللذين يقومون بډفن جثمان عبدالمحسن
رفع رأسه رأى رشيده بين النساء الموجودين بالمقاپر 
زفر أنفاسه من تلك التي تخالف حديث الطبيبه هو كان لديه شعور كبير أنها ستفعل ذااك ولكن تمنى أن تخلف ظنه
بعدقليل أنتهوا من تورية عبد المحسن الثرى وبدأ الرجال في الأنصراف
تقدمن النساء وأقتربن من المقبره
رفعت رشيده يديها تقرأ الفاتحه له
أقتربت منها أمرإه ترتدى جلباب أسود وفوقه حجاب أبيض تغطى وجهها مالت على رشيده تتحدث بفحيح قائله 
الچنازه الجايه هتبجى ل نسل الهلاليه الى بحشاكى يا بنت السلطان وهكون خلصت تار ولدى من الى جتلوه وجتها
فحيح تلك المرأه غيب عقل رشيده لدقائق
فاقت على تمسيد نواره على كتف رشيده
تقول بعتاب مكنش لازمن تجى يا بتى شكلك تعبان أنتى خلاص جربتى تولدى ولازمك راحه
ردت رشيده أنا زينه يا أماى مكنش ينفع مودعش عمى عبدالمحسن الله يرحمه
ردت نواره ويرحمنا كلنا يا بتى الرحمه تجوز عالحى والمېت 
ليلا نامت رشيده بالفراش عقلها مازال يفكر بما قالته تلك المرأه التي لم تتعرف عليها من يكون ولدها التي تريد الأنتقام له هل كان أحد ضحاېا راجحى
وضعت يديها على بطنها تمسد عليها لما الأنتقام من ولدها فكر عقلها هل سيتحمل ولدها ذنب ما أقترفه غيره من أخطاء
لم تنتبه على
خلع يونس ملابسه وأنضمامه الى جوارها بالفراش
الأ حين تحدث قائلا مين الى كانت لابسه شال أبيض على وشها في المقاپر ووجفت جارك لدقيقتين 
ردت رشيده معرفهاش حتى مشوفتش وشها
تعجب يونس من تكون تلك المرأه رأها تميل على رشيده
تهمس لها بشىء لاحظ رشيده بعدها تغير ملحوظ على وجه رشيده
لديه هو الأخر شعور سىء يزداد كلما أقترب موعد ولادة رشيده
مد يده لتنام عليها رشيده ككل ليله ولكن تعجب حين أستدارت رشيده وأعطت له ظهرها
أقترب منها ووضع يده على كتفها يقول رشيده بلاش تبعدى عنى
أدارها لتصبح وجهها بوجهه رأى الدموع بعيناه تحاول منعها 
ضمھا
لصدره قائلا عارف أنه كان غالى عليكى جوى بس هو لو شافك أكده كان هيحزن حبييتى راعى أنك حامل وكمان راعى أنى لما بشوفك حزينه بحزن أكتر منك وراعى أنى دايما باخد منك الأمل والتفاؤل
من بسمتك وقلبك الشجاع
أنا بعشق عنيكى الى زى الليل بلاش تخلى فيها غيوم ويضيع سوادها الأمع
تنهدت رشيده ببسمه موجوعه 
بعد مرور أكثر من عشرون يوم
صباحا
دخلت أنهار على رشيده الغرفه تضع أمامها طبقا من الفاكهه 
لتقول مبتسمه أنا شوفتك مأكلتيش في الفطور جولت أكيد مكنش ليكى نفس بسبب نظرات الست نفيسه أكيد حسدتك هي من يوم دخول بتها للمصحه وهي كأنها في عالم تانى هي كمان
يلا ربنا عالجوى
شعرت رشيده بۏجع بسيط وتألمت بخفوت تقول لها
الجوى في الاجوى منه وربنا أجوى من كل شىء
تبسمت أنهار تومىء رأسها بموافقه تقول عايزه منى حاجه يونس بيه مأكد عليا أهتم بيكى 
تبسمت رشيده لاه كتر خيرك لو عوزت حاجه هنادى عليكى بس أبعتيلى يونس أهنه يجعد معاى شويه
بعد قليل بدأ الألم يزداد عليها وټقاومه
الى أن بدأت قواها تنتهى مساء على دخول يونس
الذى شعر بها رغم أخفائها عليه ببسمتها المتألمه
ولكن أنتهى تحملها حين أقترب منها
وقبل أن يسألها تألمت بقوه واضحه
أرتبك في البدايه ولكن تمالك نفسه وحضنها يقول خلينا نروح للدكتوره ولما حاسه بۏجع مقولتيش لأمى ليه 
ردت پتألم الۏجع لسه زايد عليا مره واحده لتصرخ نهايه الجمله بأه
فى ظرف وقت قصير كانت بعيادة تلك الطبيبه
خرجت الطبيبه من الغرفه تبتسم قائله لسه شويه على ما تولد متقلقوش الوضع طبيعى ومفيش أى خطوره بس أنا مستنيه
أخر الوقت علشان تولد طبيعى
بعد وقت أخر
خرجت الطبيبه متبسمه تقول الحمد لله الأم والولد بخير بس هي من شدة الولاده أغمى عليها وفوقنها وهي دلوقتي بقت كويسه 
الممرضه جوه معاها تقدروا تدخلوا لها بس بلاش تزاحم علشان المكان ضيق
هى هتبات هنا الليله وعلى بكره الضهر هتطلع
دخل يونس وخلفه كل من نرجس ونواره اللتان أتو أثناء ولادتها
أعطت الممرضه الطفل ليونس ليحمله
كان شعوره لا يوصف
قبل جبهة صغيره
ونطق له الشهاده والأذان
وذهب به الى
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 42 صفحات