قطرات الغيث بقلم فاطمة الالفي
ثم وقفت امام باب الشقه تطرقها بقوه وهي تهتف بضجر
وگمان المفتاح مش في الباب والله عال اصحي يا مجصوفه الرچبه
في ذلك الوقت نهضت شچن بفزع من نومها عندما استمعت لصوت طرقات اعلي باب الشقه نهض مسرعه من فراشها وهي مازالت مرتديه غلالتها الحرير وقفت خلف الباب قائله مين بيخبط
ضغطت زاهيه علي اسنانها بغيظ وقالت أني يا سنيوره
تطلعت اليها من قدميها الي راسها قائله بسخريه مش كفياكي نوم عاد وتنزلي تشوفي ورانا ايه نعملوه
هزت رلسها بالايجاب وهمست بصوتها الهادئ حاضر
لوت ها قائله خشي اتسبحي وغيري خلچاتك وتلبسي هدمه چديمه عشان السرايا ټ تچلب وام السعد مش چايه اليوم يلا شهلي
ثم عادت تهبط الدرج وهي تحدث نفسها وانتي كمان يا بت منصور هتشوفي نفسك علي لا ده انا هكسر رچبتك من دلوك اني اللي اختارتك ودخلتك السرايا ويا يويلك لو اتعوچتي علي
انضاغت لاوامرها والتقطت منها الثوب القديم وعندما همت بالسير تريد ان تبدله داخل احدي الغرف استوقفتها بصوتها الحاد قائلا اهنيه رايحه فين اچلعيه اهنيه
نفذت ما امرتها به ثم نظرت لها تنتظر اوامرها الاخري اشارت اليها بالصعود الطابق الثالث هتبدئي بشجه حضره الظابط حمزه ولدي وتروچيها زين مش عاوزه الچي فيها غباره ولم تخلصيها تچي اهنيه تچلبيلي السرايا كلهاتها مسح وكنس وتغير تشيلي الكراسي دي وتحطيها اهنيه اطلعي فوچ الاول
وقفت امام حماتها تب العرق وتمسح جبينها بظهر كفها رمقتها زاهيه بنظرات غاضبه ثم هتفت بضجر اياكي فاكره انك هتاخدي ولدي مني لاع ولدي مهما كبر هيفضل تحت طوعي واني اللي جوزتك ليه يعني تبطلي چلع وتشتري رضاي احسن چلبتي مره چوي ومش هتتحمليها يا بت منصور خابره بچول ايه تحطي الحديت ديوت حلچه في دانك غوري من وشي نضفي السريا وشهلي عشان تعملي الوكل مش تفضلي واچفالي اكيده
انسابت دموعها بصمت واكملت ما بدائته من حمله التنضيف التي ارهقت جسدها الضئيل فهي لم تقدر علي كل هذا وحدها ولكن لم تستطيع ان تتفوه ببث كلمه ظلت صامته طوال اليوم الي ان انتهت من اعداد كل شيء
غربت الشمس وحل ظلام الليل هتفت زاهيه قائله اطلعي اتسبحي وغيري خلجاتك زمان راچلك معواد
أومت براسها بالايجاب ولكن وقفت زاهيه وجذبتها من ذراعها بقوه لم اكلمك تچفي وتكلميني سمعيني حسك انتي مش خرسه عشان تهزي دماغك
همست بصوت متعب منكسر حاضر
ركضت مسرعه من امامها تصعد الدرج متوجه الي حيث الطابق الخاص بها لمحها غيث اثناء دلوفه وهو يمسك بذراع والده الذي يتكئ عليه دلفو سويا
هتف غيث قائلا سلامو عليكم ياست الكل
استقبلتهم زاهيه بوجه بشوش وعليكم السلام حمدلله علي سلامتكم
ثم نظرت لزوجها قائله عوچت كيده ليه يا حچ
تنهد عبدالرحمن وهو يجلس اعلي الاريكه ثم قال الارض كانت واحشاني چوي يا حچه بس البركه في غيث ربنا يحميه ويباركلي فيه مش مخلي حاچه ناقچه
تعيش يا بوي ثم نظر لوالدته بتسأل وينها شچن
هتفت بكذب ماشوفتهاش يا ولدي واني لسه مخلصه شغل الدار من تنضيف لوكل هي لساتها عروسه ومن حچها تتچلع علينا ربنا يسعدكن يا ولدي واشوف عوضك يارب
أوما راسه بخفه وشرد ثواني بحديث والدته لماذا تخفي عنه بانها لم تراها وهو راءها تصعد الدرج تنحنح بهدوء ثم قال
هطلع اغير خلچاتي واتسبح
هتف زاهيه بغيظ والوكل اچعد كول لچمه الاول وانا هحط الوكل
مش متعود اكل بخلچات الشغل كلها عفره وغبار لازمن اتسبح الاول
سار بخطوات واسعه ثم صعد الدرج الي حيث شقته اخرج المفتاح خاصته وفتح الباب ودلف بهدوء يبحث عن زوجته
جالت عيناه الشقه فلم يجدها دلف لغرفتهم وجدها فارغه ولكن استمع لصوت خرير المياه ياتي من المرحاض نزع عمامه راسه ووضعها اعلي المقعد الخشبي الوثير وعندما هم بنزع العباه وجد اسفل قدميه ثياب متسخه انحني بجذعه والتقط الثوب وجده متهرتل اشتم رائحه شچن به ولكن تسأل داخله لماذا ترتدي ذلك الثوب القديم
هزت راسها بالنفي وانسابت دموعها
في حاچه حوصلت طيب
عادت تهز راسها بالنفي مره اخرى
همست بصوت متحشرج كنت بتحبها ليه طلچتها
ابتعد عنها وكانه لدغته عقربه ثم نهض وا عبث وجهه بضيق وقال بصوت حاد هدخل اسبح وهعتبر نفسي ماسمعتش حاچه زي ماانتي ما چولتيش حاچه
دلف لداخل المرحاض واغلق الباب خلفه بقوه اشعلت النيران داخل ه بسبب تلك الكلمات التي اوقدت نيران عشقه الذي يجاهد في اخمادها واطفاءها ولكن هيهات فهي نفسها تحاول فتح جراح الماضي الذي مازل يترك اثره بقلبه
الفصل الثامن
ظل حمزه منشغلا بتلك القضيه المعقده وهروب المساجين كان يخط باسمائها امام الورقه التي امامه نقش حروف اسمائهم ووضع عده خطوط اسفل ثلاثتهم واثناء شروده استمع لطرقات اعلي باب مكتبه اذن للعسكري الدخول
دخل العسكري وهو يلقي التحيه ثم قال شب اسمه علي الصاوي عاوز يچابلك يا فندم
هتف بتسال علي الصاوي ! طيب يا عسكري
اوامر جنابك
غادر العسكري المكتب ودلف علي قائلا
سلامو عليكم ياحمزه باشا
رفع حمزه انظاره عن الورق وتذكر ذلك الشاب الذي التقي به قبل ايام بسبب الشجار الذي قام بينه هو واشقائه بالشاب الاخر شقيق الفتاه
ابتسم حمزه ثم قال وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته اتفضل اچعد يا علي
جلس علي
بالمقعد المقابل لمكتبه تشكر يا باشا
تشرب ايه يا علي
تسلم وتعيش چنابك اني جايلك في حاچه اهم من الشرب يا باشا
انصت له ثم اردف خير يا علي شاهين اتعرض لحد منيكم
لاع يا باشا بس شاهين اليومين دول مصاحب جاسم العناني ابن مجلس الشعب ناجي العناني وبيجعد معاه علي الچهوه كتير چوي
هز راسه بعدم فهم مش فاهم يا علي تچصد ايه بحديتك ديه وايع حكايه جاسم ده گمان
أچولك اني يا باشا چاسم بيه دي بيوحفر وبيدور علي اثار في كذا دار اكيده في البلد چاسم مخبر صحابهم ان في تحتيهم كنز وبيحفرو اخر الليل يا باشا عشان يخرچو الكنز اللي بيچول عليه ويتچاسمو
هتف حمزه پصدمه كنز واثار وانت تعرف كل ده من وين يا علي
انصت حمزه اليه باهتمام ليقص عليه علي كل ما يعرفه عن الاثار الموجوده داخل المنازل القديمه المتهالكه التي عسا عليها الزمن بعدما اوهمهم جاسم العناني بوجود اثار اا وجميعهم منساقون خلفه والي الان لا يعلم اذا كان صادق معهم وحقا يوجد الكنز المدفون اسفل البنيان ام يستغل حاجتهم للمال ويوهمهم بهذا الكنز من اجل الاستلاء علي بيوتهم القديمه
بعدما انتهي
علي من حديثه نظر لحمزه بقلق ثم قال بصراحه يا باشا اني خاېف على روح من شاهين خيها احسن يعمل فيها حاچه وهو ملموم علي چاسم بيه
رفع حمزه حاجبيه باستنكار ثم ابتسم له بود وقال انت بتحبها يا علي
ابتلع علي ريقه ثم قال الكدب خيبه يا باشا ايوه بحبها وبتمني اتزوچها وارحمها من ظلم خيها شاهين
وشاهين ظلمها في ايه
واكل حچها في ارض ابوها الله يرحمه ومعيشها في ذل تحت رحمته هو ومرته وامها مابتچدرش تچوله لاع واصل نفسي اخلصها منينهم واصونها في داري
هز راسه بإيماء ثم قال اطمن يا علي ان شاء الله ربنا يجمعك بيها علي خير وانا هعمل تحرياتي عن جاسم وشاهين وهتصرف
نهض من مجلسه قائلا ربنا ينصرك عليهم يا باشا واني لو عرفت ايوتها حاچه هبلغ جنابك طوالي
تني في اي وچت يا علي
غادر علي مركز الشرطه وانكب حمزه علي الملف الذي امامه وظل يحدق به مرارا وتكرارا ثم هتف مناديه للعسكري الذي يقف امام مكتبه
عسكري فضل
دلف العسكري يودي التحيه تمام يا افندم
عاوزك تركز زين في الحديت اللي هچوله عاوز مراچبه علي چهوة البلد وتخلي عينك علي سخص بعينه
مين السخص ده جنابك
چاسم العناني
جحظت عيناه پصدمه ثم هتف قائلا وها دي ولد مجلس الشعب سيادة النائب ناچي العناني
هتف حمزه بلامبالاه وايه يعني نفذ الاوامر يا عسكري وتچبلي چراره أول بأول مفهوم
مفهوم يا افندم
غادر العسكري مكتبه عاد حمزه يستند بظهره علي المقعد وهو يتنهد ويزفر انفاسه بضيق ثم نهض فجاه عن مقعده وقرر ان يتفتل بشوارع القريه بنفسه
الفصل التاسع
بعدما انتهي من حمامه وابدل ثيابه غادر الغرفه دون ان يتطلع اليها فقد تلاشي وجدها خوفا من بطشه بها فهو الان كالحمم البركانيه ولايريد ان ينفجر بها فهي مازالت صغيره ولم تتحمل غضبه
اراد ان يختلي بنفسه ويذهب الي جواده الاصيل الذي يشعر به دون ان يتفوه بشيء فهو صديقه الاصيل الذي لن يتخلي عنه مهما كان غاضبا يتحمله بكل تقلبات مزاجه
ولكن استوقفته تلك الطائشه التي لا تعلم عواقب فعلتها
وقفت امامه قائله بصوت مهتز بتهرب ليه أوچف چصادي وخبرني انتي اتزوچتني ليه لم انت لساتك بتحبها و
لم تكمل كلماتها ابتلعتها داخل جوفها عندما هوي بيده يصفعها صفعه مدويه اعلي وجنتها ليخرسها تمام
چولتلك اتچي شړي السعادي يا بت الناس أني ماحدش يچف چصادي ويحاسبني
غادر المنزل كالاعصار واوصد الباب خلفه بقوه اهتز جسدها وارتجفت اوصالها وهوت بقدمها تجلس ارضا ثم انكمش علي نفسها كالقوقعه وانسابت دموعها بنحيب
ې نياط القلب
امطي جواده وه