الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية امجد الفصول من 1-4

انت في الصفحة 18 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

خاتم الزفافوهي مندهشة مما يحدث حولها وكأن هذه حفلة انسانه اخرى غيرها..
استرعى انتباهها ضحكة انطلقت رقراقه من ... عريسها والذي تقدم ووقف امامها ومد يده اليها وهو ينظر اليها بحنو غريب جعل قلبها يرفرف في صدرها .. وضعت يدها في يده لا شعوريا وقامت معه لف ذراعيه حول خصرها ووضع يديها حول رقبته ومال معها على الانغام الرومانسية لجيتار علاء وهمس في اذنها 
وحشتيني 
نظرت اليها مندهشة فاكمل قائلا وهو يبتسم 
آه .. وحشتيني بجد .. من ساعه ما وقعنا القسيمة وانا مش عاوزك تغيبي عن عيني لحظة واحده ..
احمرت وجنتيها خجلا وتذكرت بعد توقيع العقد حيث اتى اليها وهى جالسة بين امه واخته ووقف امامها فقامت اليه وهي تنظر اليه بحياء وخجل بينما تطلع اليها بنظرة طويلة تحمل انفعالات شتى جعلت قلبها يختض في صدرها ولم يلبث أن مال عليها ليطبع قبلة طويلة فوق جبينها جعلت ركبتيها يتخبطان في بعضهما ويتحولان الى سائل هلامى حتى أنها خاڤت الا يستطيعا حملها فټنهار ساقطة امامه!!.. وكأنه قد
عر بها وأشفق عليها حيث ابتعد عنها في اللحظة المناسبة وامسك بيدها ليقبلها ثم جلس بجوارها حيث البسها الدبلة والمحبس والخاتم وقامت هى بإلباسه خاتمه وكانت يديها ترتعشان فلم تستطع وضع خاتمه جيدا فما كان منه الا ان امسك بيدها وهى تدفع بالخاتم في بنصره ليساعدها مما جعل ارتجافتها تزداد!!... 
افاقت من شرودها على قوله الهامس 
سرحتى في ايه ياريت يكون فيا .. انا عارف انى عصبي وعنيد بس مش عاوز اخسرك ممكن نبتدي صفحه جديده ممكن ... 
نظرت اليه قليلا ومالبث ان أشرق وجهها بابتسامة عريضة ولمعت عيناه بينما أجابته بتأكيد
ممكن ...
انقضت السهرة بعد ذلك في منتهى السعاده والمرح ولم ينغصها سوى ...نظرات سارة المليئة بالكراهية السوداء والتى كانت تلقي بها الى هبة من حين الى آخر...
اعتادت هبة و أمجد على الذهاب كل يوم صباحا للنزهة على ظهر الخيل وصارحها أمجد انه هو من طلب من سعيد السائس ان يرافقها كظلها عندما تمتطى شمس ...
بعد ثلاثة ايام من حفل عقد القرآن وكانت الاجازة قد شارفت على الانتهاء ولم يبق سوى يومين وتعود هبة ووالدها الى مقر اقامتهما ولم تكن هبة قد تناقشت مع أمجد عن عملها معه فبالنسبة اليها لا يوجد اي سوء من ان تظل في عملها فهى تحبه وقد افادها كثيرا ولكن اذ بهذا الأمر يفتح تلقائيا بينهما!
كانا يتحدثان اثناء احتاسئهما الشاي في الحديقة حيث قالت هبة 
صحيح يا سيادة المدير اجازتى هتخلص كمان يومين.. فعاوزة ارتب مع جناب حضرتك هتقول للموظفين ايه وخصوصا ان الموضوع حصل فجأة من غير اي تمهيد ..
وضع أمجد فنجان الشاي على الطاولة امامه ثم اعتدل جالسا ونظر اليها قائلا بتلقائية
وليه اجازتك تخلص بعد يومين عاوزة تمدي الأجازة براحتك.. وليه الشغل من اساسه انت مش هتحتاجى الشغل في حاجه .. انا عاوزك متفرغالى انا وبس عاوزة تشتغلي يا ستي اشتغليني انا انا موافق!!...
نظرت اليه وقد ارتابت ان يكون قاصدا لما فهمته فهي قد لمست أن حديثه يحمل طابع الجد وان كان في ظاهره المزاح فقالت 
أمجد انت بتتكلم بجد ولا بتهزر انتي فاكر اني بشتغل علشان محتاجة فلوس لم تنتظر سماع اجابته واندفعت متابعة
لا طبعا. تبقى غلطان! انا بشتغل علشانى انا .. مش علشان محتاجه فلوس انما انا محتاجه احس بوجودى .. بكيانى .. مافيش مانع ابدا انى اكون بشتغل وفي نفس الوقت زوجة .. انا مش شايفه اي تعارض بينهم ... 
اغمض امجد عينيه وقال بصوت مسموع 
يعني ياربي اعمل ايه مش عاوزة تكملها وتقول زوجتك او مراتك لا... زوجة وبس 
ثم نظر اليها وتابع بحسرة 
حرام عليك نفسي اسمعها منك !!.. 
قالت وهى تشيح بنظرها بعيدا عنه باضطراب وخجل 
تس ... تسمع ايه 
مال عليها هامسا لها
مراتك! نفسي اسمع منك الكلمة دي! مراتك... انت مراتي... مراتي انا... عارفة الكلمة دي بتعمل فيا ايه ...
لم ينتظر سماع جوابها بينما امتدت يده لتعتصر أصابعها الهشة بين أحضان أصابعه الضخمة القوية بينما نظراته تشيع الفوضى في جميع حواسها اضطربت... ارتبكت....و...سكنت! لم تستطع افلات يدها من قبضته بينما هو فما إن قبض بأصابعه القوية على أصابعها الضعيفة مختبرا رقة بشرتها والتي تضاهي نعومة بشړة الاطفال حتى شعر وكأنه قد لمس سلكا كهربائيا عالي التردد!! إذ تدفق الډم يجري ساخنا وبقوة في أوردته بينما انطلقت شرارات أمامهما وكأن هناك ألعاب ڼارية تتقافز فوق رأسيهما ثم مال ناحيتها حتى غدا على بعد بوصات قليلة من وجهها وطالعها بنظرات تائهة وهمس باسمها بخفوت فتاهت في نظراته العميقة وهمهمت بنعم 
ابتعد وهو يطلق آهة عميقة بينما قطبت هبة حنقا وغيظا وتمتمت بصوت نزق وصل الى أسماعه
قلة أدب!!...
لم تعطه المجال للكلام اذ تابعت في ڠضب جعل وجنتيها يحمران من شدة الڠضب و.. الخجل مما أكسبها صورة فاتنة لم تعيها تاه فيها أمجد بينما انبرت هي تتابع في غيظ
انت اتهبلت يا أمجد! حد يعمل كدا وفين في الجنينة أي حد يعدي يشوفنا ايه كنت هتعمل ايه حضرتك لو حد شافك ايه هتقول اتفضل معانا..
هتف أمجد وهو لا يدري أيضحك أم ېصرخ ڠضبا وغيظا من هذه الطفلة القابعة أمامه ولكن في ثوب إمرأة
انتي بتستعبطي يا هبة ايه اتفضل معانا دي وبعدين انتي ناسية ولا ايه انتي مرااااتي... هفضل أحفظك فيها كدا لغاية ما تقوليها وتصدقيها كمان فاهمه انتي مرات أمجد علي الدين مراتي أنا!!
عقدت هبة جبينها وقد ارتابت منه ومن إسلوبه الغريب في التعامل معها فهو لم يسبق له وأن أظهر أيا من تلك الاحاسيس التي تراها وټلمسها في عينيه فقد عقد قرانهما منذ ثلاثة أيام ولم يحاول وضع إصبعا عليها فما الذي حدث جعله يخرج عن طوره ويظهر كعاشق غيور لا يكاد يبعد يديه عن حبيبته!!..
لا لا لا لا بد أن في الأمر سر وسر خطېر أيضا!! انه ليس أمجد رجل الثلج المعروف!! هل يا ترى قد جال في باله أنه لانهما قد عقدا القرآن فهي الآن زوجة له يستطيع التصرف معها بمنتهى الحرية والسماح لنزواته بقيادة علاقتهما ولكن هذا ليس بحب أذا صح ما تفكر فيه انها رغبة والرغبة أبدا ليست بحب!!
همست تتساءل في نفسها ببعض من الاسئلة التي تقض مضجعها
هو ماله انهارده مش بعاده يتنحنح لي يعني اقوله ايه دا بأه وهو عمال يبص لي بصات تخليني اقشعر..وزي ما يكون عاوز يعيده تانيو طب خليه يقرب كدا لو العضة اللي فاتت ما خليتوش يتوب أنا بقه هديلو القاضية اللي هتخليه يتوب عن الصنف كله!!..
نظرت اليه وقالت بابتسامة زائفة وكأنها تهادن طفلا صغيرا رغبة منها في ابعاد تلك النظرة التي تغلف عينيه وتسبب القشعريرة التي تشعر بها وهي تمر على طول عامودها الفقري
يعني هي المشكلة كلها انى ما قولتش مراتك! بس كدا ولا فيه حاجة تانية.. 
ابتعدت عنه معتدلة في جلستها وقد سحبت يدها من بين يديه وهو ينظر اليها بغيظ في حين اكملت قائلة 
معلهش اعذرني بس شكلي كدا مش هقولها دلوقتي خالص! إذا كنت انا لسه ما قولتهاش وانت عمال تنحنح لي كدا وتعمل قلة أدب اومال لو قلتها بأه 
نظر اليها بدهشة وكرر كلامها بذهول 
ايييه أنا بعمل قلة أدبوكمان بأتنحنح لك انا بتنحنح أنا قليل الأدب أنا!..
سكت لوهلة ثم اطلق ضحكة عاليه جعلتها تطلع اليه في دهشة وما ان هدأت ضحكته حتى قالت بابتسامة صغيرة
الله .. ما انت ضحكتك حلوة اهى وبتعرف تضحك زينا !!.. 
قال بتعجب ولا تزال الابتسامة تلون وجهه
نعم اه طبعا بعرف اضحك .. 
أجابت بجدية زائفة 
اومال ليه 1111 المعقودين بعقدة واشنيطة عندك دوول على طول 
تساءل بدهشة بالغه 
ايه 1111 .. وعقدة واشنيطة انت بتقولى ايه بالظبط 
اوضحت له مقصدها وهى تشير بين حاجبيها قائلة 
انت على طوول عاقد حواجبك لحد ما قلت دى مش عقدة وبس لا واشنيطة كمان ونااااااادر لو ابتسمت بس دا انا حتى كنت فاكراك خاېف تضحك لا وشك يشقق ... 
ضحك بخفة وقال معلقا 
لالالالالا انت مش ممكن انا عارف انك طفلة وعلى سجيتك واللي في بالك بتقوليه على طوول... بس مش اووى كدا بردو!!
اصطنعت هبة الجدية وقالت
طفلة! طيب وطالما أنا طفلة بقه يبقى حسك عينك تقرب مني ولا تحط ايدك عليا والا هسيح لك! عارف واحنا صغيرين كانت ماما بتقول لنا لو حد جه جنبنا نصوت ونلم عليه الدنيا تحب أوريك الطفولة اللي على أصلها بقه...
لم يتثنى له الرد عليها اذ تناهى الى سمعهما صوتا يقول بمرح زائف 
اهلا بالعرسان ... انتو مستخبيين هنا بتعملو ايه يا اشقيا... 
نظرت هبة الى صاحبة الصوت والتي لم تكن سوى ..سارة... من قمة راسها الى اخمص قدميها بنظرة غيظ فيما أجاب أمجد ليلطف الاجواء فهو اصبح يعلم هبة جيدا وانها لن تتوانى عن قول ما يجول في خاطرها ومن دون اي حذر 
اهلا ازيك يا سارة 
ونهض من كرسيه ووقف مصافحا لها في حين لم تكلف هبة نفسها عناء الوقوف وسمعت أمجد وهو يقول 
اتفضلي يا سارة استريحي .. مشيرا الى الكرسي خلفها ولكنها لم تضع وقتا وسرعان ما جلست على كرسي آخر بجواره هو وقد وضعت ساقا فوق اخرى مما أدى الى انحسار الثوب الى ركبتيها فازداد غيظ وڠضب هبة منها...
قالت سارة ناظرة الى أمجد برموشها المصطنعة
ميرسي يا موجي .. 
نظرت هبة اليها وقالت قبل ان يتثنى الوقت ل أمجد للإجابة 
لا هو مووووجي وشددت على لفظ مووجي دايما جنتل مان بصراحه ..
علقت الاخرى قائلة بنظرة ناعسة الى أمجد من تحت جفنيها 
اووه .. انتى هتقوليلي .. أنا عارفاه يوم بيوم وساعه بساعه هو صحيح اكبر منى ب 8 سنين بس لكن انا وقتى كله قضيته معاه هنا في مرزعتهم او مع بعض عندنا في المزرعه .. حتى موجى.. الكلمة دى اول حاجه نطقتها وانا صغيرة ماكنتش عارفة اقول أمجد فقلت موجي وطلعت عليه حتى هو اتعود عليها ولما كبرت صمم انى افضل اقولها له.. لانها بتفكره أد ايه انا كنت طفلة شقية وانا صغيرة ..
ثم وجهت حديثها كلية الى أمجد وتابعت 
صح يا موجي فاكر 
ارتبك أمجد قليلا ولكنه أجاب محاولا التعامل بطبيعية وان لم ينكر القلق الذي يساوره بشأن هذه المچنونة التي تقبع بجواره كبركان يوشك على الانفجار محرقا الأخضر واليابس في طريقه فهو يعلمها جيدا حتى أنه يكاد يقسم في هذه اللحظة أنه يكاد يرى دخانا أسود يتطاير من أنفها
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 46 صفحات