رواية أقدار بلا رحمه للكاتبة ميار خالد
إنك انسان محترم
أبتسم كريم و جاء ليرد عليها و لكن يامن دلف الي غرفته فجأة و قال بصوت مسموع وصل لبراء
في إيه
السكرتيره قالتلي أن في مشكله في الفرع
دق قلب براء بسرعه غريبة وتسارعت أنفاسها وتعجبت هي من نفسها على الجهه الاخرى نظر كريم الي يامن و قال
المشكله اتحلت خلاص
ثم قال محدثا براء
شردت براء قليلا حتي قالت
أيوه مفيش مشكله
و بعد تلك الجملة أنهى كريم المكالمه و نظر إلي يامن و حكى له عن المشكله التي حدثت و بعدها تم رفد هذا المدير و تعيين شخصا آخر مكانه أكثر امانه منه خرجت براء من الشركه مع خالد و هي شاردة الذهن فلم تنتبه لخالد الذي يتحدث بجانبها حتي لاحظ هو شرودها هذا فحرك يده أمام عينيها فانتبهت له فقال هو
لا ولا حاجه معلش أنا تعبتك معايا النهاردة
يا ستي اتعبيني كده كل يوم
أبتسمت براء بتحفز و قالت
طيب أنا لازم أرجع الاتيليه دلوقتي
ايه رأيك نتغدي سوا النهاردة أعرف مطعم حلو جدا تعال
قاطعته براء و قالت
خالد أعتقد بعد كلامي أمبارح يعني
صمتت براء بتوتر ليقول خالد بابتسامه
نظرت له براء بدهشة و عيون متسعة ليكمل هو
و مش
فارق معايا أي حاجه عنك كل اللي فارق معايا براء اللي قدامي دلوقتي أنت مفكيش أي حاجه تخلي حد يرفضك بالعكس أرجوكي افهمي كلامي و بلاش تكسري قلبي
نظرت له براء بتوتر و لم تعرف ماذا تقول فقال خالد
أبتسمت براء بتوتر و قالت
إن شاء الله
برضو مش موافقة على الغدا
معلش مرة تانيه عن أذنك
عن أذنك إيه أحنا طريقنا واحد للشغل يعني
أبتسمت براء بتحفز ثم سار الاثنان بصمت و اتجهوا الي عملهم
و بعد مرور يومين كانت براء قد أنهت كل التصاميم وأتصلت بأحد من الفرع حتي يأتي و يأخذ التصاميم و في هذا اليوم ايضا كان كريم قد سافر الي الإسكندرية و اتجه الي الفرع حتي يتابع ما يحدث فيه و كانت زوجته و ملك مع والدته و تركت نسمه ابنتها مع جدتها و ذهبت بسيارتها الي مركز صيانه الهواتف حتي تصلح هاتفها بعد أن رمته ابنتها في الماء
المصممه أتصلت بالشركة و التصميمات خلصت و حاليا أنا هروح استلمها منها
لا خليك أنت أنا هروح تقديرا ليها برضو و عشان لو لسه زعلانه من اللي حصل كل حاجه تتحل أهم حاجه رضى الناس اللي بتشتغل معانا
اللي حضرتك تشوفه
تمام هات العنوان و أنا هروحلها دلوقتي
براء
j
براء
ظل يطالعها للحظات حتى دخلت هي إلى الاتيليه الخاص بها و بدأت عملها نظر كريم أمامه پصدمه وقال
معقول تكون في بنت شبه براء للدرجادي ولا تكون هي براء فعلا أنا لازم أتأكد من الموضوع ده في أسرع وقت
و ظل في سيارته لساعات قصيره حتي خرجت براء من الاتيلية و اغلقته ثم عادت الي بيتها ترجل كريم من السيارة و عندما لاحظ وجود محل آخر بجانب الاتيليه أتجه إليه و كان محل خالد تنحنح كريم قليلا فانتبه له خالد فقال كريم
السلام عليكم
و عليكم السلام
لو سمحت أنا كنت جاي استفسر منك عن حاجه بس
أكيد اتفضل
هو مين صاحب الاتيليه اللي جمبك ده
ده اتيليه الحاج جمال
بس أنا شوفت بنت اللي فيه النهاردة
نظر له خالد بتساؤل و قال
بتسأل ليه معلش
أنا بس حبيت جدا التصميمات اللي في الاتيليه و بفكر اتعامل معاها الفتره اللي جاية عشان كده بسأل
اللي شوفتها في المحل دي بنت الحاج جمال و هي اللي ماسكه المكان كله حتي التصميمات دي بتاعتها هي موهوبه جدا ماشاء الله عليها
بنته
شرد كريم للحظات و قال في نفسه
يبقي أكيد دي مش براء
نظر له كريم بحزن و قال
تمام شكرا جدا
وألتفت ليسير فقال خالد
عموما فرصة سعيده و لو احتاجت أي حاجه أبقى بلغني أقول للأنسة براء
توقف كريم عند تلك الجملة و استدار إليه سريعا و كأنه كان ينتظر تلك الكلمه ليقول پصدمة
براء هي بنته اسمها براء
ايوه في مشكله او حاجه
لالا تمام شكرا
و الټفت ليخرج من المكان و لكنه توقف حين جاءه إتصال من هاتف نسمه زوجته فرد عليها
ايه يا حبيبتي
سلام عليكم حضرتك
تعرف صاحبة الفون ده
سرى القلق في أوصال كريم لينتبه أكثر و يقول
أيوة مين معايا ده موبايل مراتي
صاحبة الموبايل ده عملت حاډثة و هي حاليا في المستشفي ياريت حضرتك تيجي في أسرع وقت عشان حالتها صعبه أنا بكلم حضرتك من مستشفي الحياة
نظر كريم أمامه پصدمه ووقع هاتفه على الارض ثم رجع خطوة للوراء ليلتقطه خالد و قال
يا استاذ انت كويس
أبتعد كريم عنه وخرج من المكان سريعا استقل سيارته و انطلق بها بسرعه متجها الي القاهره كان يسابق الرياح حتي يصل إليها بسرعه و كاد أن يصطدم بعدة شاحنات على الطريق بسبب سرعته تلك و لكنه لم يبالي فكل تفكيره كان في الوصول الي المستشفي في وقت قصير وبعد ساعات وصل الي المستشفي و ترجل من سيارته بسرعه ثم اتجه الي الداخل و سأل موظفه الاستقبال عن زوجته و قالت له انها في غرفة العناية المركزة بعد أن
خرجت من العمليات اتجه كريم الي الغرفة و
لكن الممرضه قد منعته من الدخول و هنا جاء الطبيب المسؤول عن حالتها و قال لكريم
حضرتك جوزها
أيوه
طمني عليها ارجوك
تنهد الطبيب بحزن و قال
أنا آسف جدا إحنا حاولنا على قد ما نقدر أننا ننقذها بس دلوقتي كل شيء في ايد ربنا هي دلوقتي موجوده في اوضة العناية و ندعي أن النهار يطلع عليها
انا مش فاهم أي حاجه من اللي بتقوله ده هي جرالها إيه
مراتك عملت حاډثة صعبه جدا بالعربية و حصلها چروح داخليه كتير لحد ما وصلت للمستشفي غير إني عرفت انها عندها مشاكل في القلب و ده من فتره
أيوه فعلا نسمه عندها مشاكل في القلب و كانت بتتعالج منها
للأسف كل ده هيبقي كتير على جسمها أنها تستحمله شد حيلك و أدعي يطلع عليها الصبح أنا آسف جدا
قال الطبيب تلك الجملة و تحرك من مكانه و ترك كريم في حالة يرثى لها لم يعرف ماذا عليه أن يفعل سوا الاتصال بيامن استيقظ يامن من نومه علي رنين هاتفه برقم كريم سري القلق في اوصاله و رد عليه بسرعة ليسمع صوته الباكي
يامن تعالى حالا
انتفض يامن من مكانه و قال
في إيه مال صوتك
نسمه عملت حاډثة صعبه و هي في المستشفي دلوقتي
مستشفي ايه
مستشفي الحياة
انا جاي حالا
أنهى يامن معه المكالمه و نهض من مكانه سريعا بدل ملابسه ثم خرج من غرفته و من البيت بأكمله و أتجه الي المستشفي نهض كريم من مكانه و حاول أن يدخل الي نسمه و لكن الممرضه منعته مره اخرى و بعد عدة محاولات سمحت له بالدخول لها لمدة عشرة دقائق فقط عقم كريم نفسه و دلف إلى غرفتها برهبه و هو يتذكر جميع ذكرياتهم سويا منذ أول مره التقى بها حتي تلك اللحظة تذكر عندما وقع بصره عليها ولأول مره عندما جاءت لعمل مقابلة عنده في الشركه و منذ هذا اليوم وعد نفسه أن تكون من نصيبه و كان صډمته عندما رفضته و كان السبب أنها تعاني من مشاكل في القلب و لكنه لم يهتم لكل تلك التفاصيل و ظل يلاحقها حتي وقعت في شباك حبه و وافقت على زواجها منه و بمعجزة أتت ابنته ملك الدنيا وسط تعب نسمه و لكنه لم يتركها للحظات أيعقل أن يخونه القدر و يسلبها منه بطريقة أخرى
أقترب منها حتى جلس أمامها و خانته دمعه نزلت على جانب عينيه و أمسك يدها و أردف
يوم كتب كتابنا انت وعدتيني أنك عمرك ما هتتخلي عني من يوم ما عرفتك و انت دايما بتنفذي كل وعودك ليا بلاش المره دي تخلفي بوعدك انا و ملك محتاجينك بلاش تمشي
فتحت نسمه عيونها بتعب و نظرت إلي كريم و سقطت دمعه حارة من جانب عينيها و نظر إليها كريم بلهفه و قال
حبيبتي مټخافيش انت هتقومي بالسلامة و تبقي زي الفل
أنت كنت خاېف تخسرني بسبب تعبي بس واضح أن الدنيا ليها رأي تاني عايزاك تعرف اني عيشت عمري كله في سنين جوازنا و أنا هكون اول واحدة مستنياك هناك لما تجيلي بعد عمر طويل ربنا كان رحيم معايا جدا أنه بعتلي زوج حنين زيك أنا ھموت و مش خاېفه على بنتي عشان عارفه أنها معاك بس ليا طلب عندك أنا مش عايزه بنتي تكبر من غير أم بلاش توقف حياتك عليا يا كريم حب تاني وأتجوز وأنا هكون مبسوطة بكده
بلاش الكلام ده انت هتقومي وتبقي كويسة و تربي ملك بنفسك
أبتسمت نسمة لآخر مرة و قالت
انا بحبك يا كريم
و بعد تلك الجملة صدع صفير كل الأجهزة بجانب نسمة لتصعد روحها إلى خالقها دلفت الممرضة
سريعا الي الغرفة و نادت على الطبيب و دفعت كريم الي الخارج و في تلك اللحظة وصل يامن الي المستشفي واتجه الي
غرفة العناية ليجد كريم واقف أمامها ينظر أمامه بملامح جامدة و عيون متسعة من الصدمة و كان وجهه اصفر اللون ركض يامن إليه سريعا و قال
في ايه نسمة حالتها ايه
نظرت له كريم پصدمة و قال
نسمة ماټت
شهق يامن بفزع و صمت للحظات حتي قال
لا حول ولا قوه الا بالله البقاء لله يا كريم انا عارف ان الموضوع صعب عليك بس لازم تشد حيلك
كان يامن يتحدث مع كريم و لكنه لم يسمع منه كلمة واحدة و بدون أي
مقدمات اغمض كريم عينيه ليسقط مغشيا عليه هو الآخر
في المساء كانت براء جالسة في الشرفة حتي تأخر
الوقت و قبل أن تنهض من مكانها اتجهت اليها فاطمة و جلست أمامها و أردفت
أستني يا براء عايزه أتكلم معاكي شوية
نظرت براء إلى فاطمة بتعجب و قالت
خير يا ماما
هو أنت