رواية جراح الماضي بقلم سارة
تلك السنوات التي عاشت فيها تتألم لبعده عنها و وجوده بجانب أخري عادت هي مرة أخري لتسلب منها الأمل الذي أعطته لها الحياة عادت لټخطف قلبه مره أخري!!
زفرت و هي تمسك بهاتفها و تراه يضيء باسم المتصل بها وضعته علي أذنها و هي ترد قائلة بغل
ايوة يا ماما
ايوة يا حبيبتي عاملة اية مع حسام و مال صوتك!!
موكوسة بنتك موكوسة يا ماما معرفتش اكرهه فيها و اهو راح يرجعها تاني النهاردة!!
هكون بتكلم علي مين يعني علي السنيورة مراته نور!!
يا خړابي انتي مش قولتيلي انه خلاص هيطلقها!!
ايوة انا حسيت منه كدة بس فجأة النهاردة الصبح لقيته بيمهدلي الموضوع و بيقولي انه هيرجعها لا و اية بيقولي انه ميقدرش يعيش من غيرها فاضطريت اني
أنك اية يا سما!
أكملت قائلة بتوتر
اضطريت اقوله اني حامل عشان ميطلقنيش لو هي طلبت مني!!
يعني اية يا ماما انا مش حامل بجد حسام لو
عرف هتبقي کاړثة و ممكن يبقي فيها طلاقي!!
سمعت صوت ضحكات والدتها و هي تقول
طيب اهدي بس مين اللي قالك انك مش هتحملي منه انتي و شطارتك انتوا بقالكوا شهرين متجوزين و عندك فرصة انك تحملي في الفترة الجاية و تبعديه عنها اكتر و اكتر و بعدين حسام لا يمكن يطلقك لأنه هيخاف علي زعلي فمتقلقيش و صحصحي كدة عشان البت دي مش سهلة!! ابتسمت و هي تمد يدها لتحييه التقط هو كفها بلهفة و هو ينظر إلي عينيها بحب شديد قائلا
ابتسمت و هي تشير بيدها له كإشارة للجلوس و قالت
اهلا بحضرتك اتفضل اقعد يا استاذ فهد
جلس و هو يقول
انا سمعت ان دكتور محمود ساب المستشفي الكلام دة بجد!!
الأول بس تشرب اية!
قهوة مظبوطه
قامت بطلب مشروبه المفضل و من ثم التفتت له قائلة
للأسف فعلا دكتور محمود باع نصيبه في المستشفي و سافر فرنسا!!
نظرت له بتوتر لاحظه هو فقال بتساؤل
هو في حاجة!
تلعثمت قليلا و سرعان ما لملمت شتات أمرها و قالت
لا ثواني هناديه و جايه
اتفضلي
أتجهت ليلي نحو باب داخل غرفة مكتبها و قامت بالطرق عليه مرة أخرى و لم تجد إجابة و هي تعلم أنه بالداخل فاضطرت للدخول دون إذن
وقفت خلفه و هي تسمعه يقول
يا حبيبتي مش هتأخر و الله كلها ساعة و هكون عندك
هل من الممكن أن تتوقف الحياة!
اعتقد
أنه من الممكن فبعد سماعها لتلك الجملة توقف نبض الحياة من حولها!!
شعرت بوخزات في قلبها محاها من ذاكرته و أحب أخري بهذة السرعة!
حمحمت بصوت مسموع و قالت بجدية
دكتور فارس لو سمحت في شغل محتاجينك فيه
أشار لها كعلامة للانتظار و هو يقول موجها
حديثه لمن يحدثها علي الهاتف
طيب يا لينا ساعة و هكون عندك باي يا حبيبي!!
نهض واقفا أمامها و هو يستمتع بنظرة الألم الظاهرة في عينيها حسنا فليعبث بها كما عبثت به و تفننت في تعذيبه سابقا
قال بنبرة خالية من المشاعر
شغل اية دة!
مدير شركة الأجهزة الطبية اللي بنتعامل معاها موجود و عرف ان محمود باعلك نصيبه و عايز يقابلك
قالتها ببرود و هي تتعمد الا تنظر في عينيه حتي لا ترى نظرات التشفي هذة في عيونه
تمام يلا نشوفه!!
خرجا معا و ما إن رآه فهد حتي نهض و هو يمد يده له ليحييه حيث تولت ليلي مهمة تعريفهما علي بعضهما حياه فارس و أشار له بالجلوس و هو مبتسم
أهلا بيك يا أستاذ فهد اتشرفت بمعرفتك!!
ربنا يخليك يا دكتور فارس حبيت حضرتك تكون موجود عشان هنبدأ في الشغل
تمام
بدأ الحديث يطول و هم
يتحدثون عن العمل و كلما لاحظ فارس نظرات فهد المصوبة إلي ليلي و هو ينظر لها بشوق كلما ازداد سخطه
انتهي حديثهم و قام فهد مودعا إياهم و هو يقول
كنت عايز اعزمك يا دكتور ليلي علي خطوبة أختي يوم الخميس و انت طبعا يا دكتور فارس معزوم!!
ابتسامة صفراء صدرت من فارس و هو يقول
هشوف كدة ربنا يسهل
و حضرتك يا دكتور ليلي!
ابتسمت له و قالت برقة
طبعا هاجي يا استاذ فهد الف مبروك ليها!!
الله يبارك فيكي و عقبالك قريب ان شاء الله استأذن انا بقي!!
حاولت كتم الضحكة التي كادت أن تصدر منها و هي تري ملامح فارس تتشنح و هو يراه يقولها لها بنبرة حالمة
خرج فهد ليلتفت فارس نحو ليلي قائلا پغضب
في أية بينك و بين الشخص السمج دة!!
رفعت حاجبها و هي تنظر له ببلاهة قائلة
في شغل!!
صاح بها و بين لحظة و الأخري وجدت حالها محاصرة بين ذراعيه قائلا
انتي بتستعبطي لآخر مرة يا ليلي هسألك فيه اية بينك و بينه!
نفضت يديه عنها و دفعته پغضب و صاحت هي الآخر قائلا
اسمي دكتور ليلي و ملكش دعوة يا فارس بيا زي ما انت عشت حياتك و نسيت اللي بينا في يوم و ليله انا كمان هعيش حياتي و هبطل سذاجة
لوي ذراعها فتأوهت هي و سقطت دمعة حزينة علي هذا الحال الذي وصلوا إليه و هي تسمع صوته قائلا
يعني فيه حاجة بينكم اهو طيب بصي يا ليلي خليكي عارفة ان انتي مش هتبقي غير ليا و اي حد هيفكر يقربلك هتكون نهايته علي إيدي صدقيني!!
دفعها بعيدا عنه و نظر لها باستخفاف نظرة أخيرة ثم تركها و انطلق كالعاصفة
الهوجاء!!!
كانت تنتظره علي أحر من الجمر و هي تتمني أن تسير خطتها كما تريد فهي تريد أن تتخلص من عبء وجودها معه في أقرب وقت
سمعت صوت المفتاح و هو يوضع بالباب فنهضت و هي تتهادي في سيرها حتي وصلت ليبعدها هو عنه برفق و قد ظهر الانزعاج جاليا علي وجهه لتقول هي
شو بك حبيبي!!
زفر بضيق و هو يسير ليجلس علي الاريكة لتسير هي خلفه و تجلس
حكيلي شو صار!
مفيش يا لينا يا ريت تسيبيني لوحدي!!
خلاص رح امشي!!
تركته و دخلت إلي غرفة بحجة تغيير ملابسها للذهاب و أمسكت بهاتفها و قامت بعمل اتصال
يلا بلشوا!!
بعد الانتهاء من تغيير ملابسها خرجت لتقف أمامه و قالت
حبيبي رح اجي بكرة بدك شي!!
لا
رد عليها باقتضاب فسارت هي نحو الباب و فتحته لتجد عدة رجال ملثمين أشارت لهم بالتقدم و تصنعت الصړاخ قائلة
فاااارس
فتح لها باب السيارة بينما كانت الأخري تتابعهما پحقد باد خرج محسن مرحبا و كأنه ينتظر تلك العودة بشغف
دخلوا نحو
الفيلا فقال محسن
يلا يا ولاد اطلعوا استريحوا و لما الأكل يجهز هناديكم
ابتسمت له نور عندما غمز لها بعينه دائما ما كان منبع للحنان دائما ما كان سندها بعد ۏفاة والدها حتي بعد زواجها من حسام كان يعاملها كأنها هي ابنته و ليس حسام
استدارا حينما سمعا صوت باب غرفة ما يفتح و تطل سما منه قائلة
حسام حبيبي عايزاك!
نور
حبيبي ادخلي و انا هاجي وراكي!!
اغمضت عينيها بحزن