الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية فرصة حياة (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم نوني الهواري

انت في الصفحة 1 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الأول
في مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط في يوم شتوي قارس البرودة وتمطر بغزارة تجلس فتاة ليلى على كرسي على الكورنيش حزينة للغاية تتساقط الدموع من عيونها دون توقف غير مهتمة بالمطر المتساقط عليها او شدة برودة الجو او حتى تخبط الأمواج الهائجة بالصخور لا تشعر بمن حولها فهي محط أنظار المارة فجميع الناس يجرون للاختباء من المطر فمنهم من يركب السيارات ومنهم من يحتمي بالمظلات ام هي تجلس دون حراك شاردة الذهن وهي تشعر أن الدنيا تشاركها حزنها فالسماء تبكي لأجلها والشمس حبيسة داخل السحب مثل آلامها واحزانها الحبيسة داخل قلبها والإنتاج الهائجة تتخبط بالصخور مثل ذكرياتها المؤلمة التي تتخبط بداخلها وكان يتردد سؤال بداخلها ماذا فعلت لأنال كل هذا الألم ماذا فعلت لأصل إلى هذا الحزن فأنا لم اذي أحد ولم أكره أحد وتذكرت كيف كانت حياتها وكيف أصبحت وكيف تحولت من اميرة في بيتها إلى شئ مهمل لا قيمة له

فلاش باك
في بيت أشبه بفيلا صغيرة مكون من طابقين الطابق الأول رسبشن كبير واوضة ضيوف واوضة مكتب ومطبخ وحمام الطابق الثاني اوضة نوم كبيرة بها حمام خاص واوضة نوم ليلى واوضة نوم ل أحمد ومحمد وتحيط بالبيت حديقة رائعة كلها زرع اخضر وورد وفي الحديقة جلسة صغيرة طاولة وكراسي
المنزل أنيق مرتب رغم بساطته فمن يراه يعرف مدى ذوق صاحبة المنزل الرفيع فهي ام ليلى التي توفت منذ ايام هي وزوجها في حاډث سيارة أثناء عودتهم من القاهرة في منتصف الليل ظهرت لهم سيارة لم يراها والد ليلى وانقلبت السيارة وماټا والديها معا
مر على الحاډث اكثر من أسبوع وأحمد ومنى تركوا بيتهم ومقيمين مع ليلى
في صباح يوم جديد في غرفة والدة ليلى يقيم فيها احمد وزوجته من يوم الحاډث ف منى لم ترضىان تنام في غرفة احمد ومحمد وأصرت بالنوم في الغرفة الكبيرة
منى نائمة على السرير بين النوم واليقظة ترى احمد يلبس ملابسه استعدادا للخروج وهو يقف أمام المرآة ويمشط شعره وينظر من خلال المرأة على منى فيراها تنظر إليه بعيون ناعسة
احمد صباح الخير
منى صباح النور انت لبس ورايح فين على الصبح كدا
احمد يقترب منها ويطبع قبلة على جبينها ويقول
احمد رايح الشغل انتي عارفة من يوم العزاء وانا في البيت ولازم ارجع ابشغلواشوف اللي ورايا تركها أحمد واذهب ناحية الباب
سألته منى هتتأخر
الټفت إليها احمد وحرم كفيه بمعنى مش عارف وقال
أحمد مش عارف لو الشغل كتير اكيد هتأخر ولو رامي عمل الشغل كله هرجع في ميعادي
يرجع احمد خطوتين إلى جانب السرير وينظر ل منى ويقول
احمد عايز اطلب منك طلب ياحبيبتي
منى طلب ايه انت تؤمر ياحبيبي
احمد خالي بالك من ليلى لانها مش عجباني خالص الأيام اللي فاتت لا بتأكل ولا بتشرب ولا بتتكلم وانا خاېف عليها من الصدمة
منى متشغلش بالك ليلى زي اختي انا ههتم بها
يفتح احمد الباب ويذهب الي عمله
تنهض منى من على السرير وتذهب الى الحمام تغتسل وتؤدي فريضتها وتذهب الى غرفة ليلى
تطرق باب الغرفة وتقف في انتظار الرد ولكن لا رد تطرق مرة أخرى وتقول ليلى افتحي الباب
ليلى بحزن وصوت مخڼوق لايكاد يصل إليها ايوة يامنى في حاجة
منى لا مفيش بس كنت قاعدة لوحدي وقلت اجاي اتكلم معاكي شوية لو مش هيضيايقك
تذهب ليلى ناحية الباب بخطوات يطئة حزينة الملامح ضعيفة الجسم لا تكاد تصل إلى الباب وتفتحه وتقول ادخلي يامنى
تدخل منى وتذهب ناحية الشباك وتفتحه
منى ايه يابنتي دا الأوضة مافيهاش هوا
وتتحرك منى بعض الخطوات ناحية السرير وتجلس على طرفه وتنظر ل ليلى نظرة شفقة على حالها وتقول بطريقة مرحة حتى تهون عليها
منى ايه بئا ياست ليلى يهون عليكي منى حبيبتك قاعدة معاكي ليا كام يوم وانتي ولا معبراني خالص
تنظر لها ليلى بعيون حزينة بها دموع وتحاول الابتسام
ليلى معلش يامنى انتي عارفة الظروف والله مش بأيدي متزعليش مني
منى بضحك ومرح
منى خلاص ياستي لو مش عايزاني ازعل تعالي نفطر سوا
وتكمل بحزن الأطفال المتصنع وتمط شفاها السفلى
منى اخوكي نزل راح الشغل من غير فطار وانا جعانة قولتي ايه
ليلى بصوت واطي غير قادرة على الكلام
ليلى مليش نفس يامنى
منى تمسك يداها وتحاول التأثير عليها وتقول عشان خاطري عشان خاطري مرات عديدة
ليلى وقد يأست من ترك منى لها وهي تفكر ما ذنبها بظروفها فهي ضيفة في بيتها فقررت ان ترافقها إلى أسفل
ليلى حاضر يامنى يالا ننزل
منى بمرح تعالي نحضر الفطار انا وانتي قولتي ايه انا نفسي في البيض المقلي اللي انتي بتعمليه
ليلى تبتسم ابتسامة خفيفة حزينة حاضر يا ست موني ادلعي انتي وسي عتريس اللي في بطنك
تنزلا معا إلى المطبخ وحضرا الفطار ووضعتا الأطباق على المائدة وجلستا متقابلتين بداتا في الاكل لكن ليلى تأكل بعقل شارد حزين لا طعم للاكل لا طعم للحياة
لاحظت منى شرودها فحاولت فتح حوار معها لاخراجها من حالتها
منى انتي هتنزلي شغلك امتى
انتبهت ليلى لكلام منى ونظرت إليها
ليلى مش عارفة انا بفكر اسيب الشغل
تنظر إليها منى بأستغراب فهي تعلم كم ان ليلى تحب شغلها فكيف لها ان تتركه
منى براحتك لكن لو عايزة رأيي خدي اجازة لو عجبك الحال سيبي الشغل ولو مليتي ارجعي لشغلك
ليلى وقد عجبتها الفكرة
ليلى خلاص هكلم هادي ونرمين واشوف انا هروح ارتاح شوية
منى ماشي يا حبيبتي انا هلم السفرة وهروح ارتاح شوية بس يا لولو 
تقطع وتنظر إلى ليلى
تقف ليلى مكانها وتلتفت إلى منى وتقول ليلى بس ايه
منى ممكن تعملي الغدا احسن اخوكي يجي ياكلنا
تضحك ليلى وټضرب منى بخفة على كتفها وتقول ليلى ليه متجوزة ديناصور دا ابيه احمد زي النسمة وهادي وتكمل ليلى حاضر ياموني روحي انتي ارتاحي
تذهب مني إلى غرفة النوم
وتذهب ليلى إلى المطبخ حاملة الأطباق في يديها تضع الاطباق وتنظر من باب المطبخ المطل على الحديقة وتتذكر والدتها وكيف كانت تهتم بالحديقةوتسقي الزرع ونزلت دموعها رغما عنها فخرجت إلى الحديقة واخذت تسقي الزرع وتتخلصمن الأعشاب الزائدة وقررت أن تهتم بكل شئ ليبقى كما كان ومر بعض الوقت وهي في الحديقة نظرت في ساعة يدها وقالت لنفسها مفيش وقت اكيد ابيه احمد على وصول ذهبت إلى المطبخ وقامت بأعداد الغدا مر الوقت سريعا وحل الظلام نزلت منى منذ قليل فقد استغرقت وقت طويل في النوم وابدلت ملابسها ونزلت رأت ليلى تجلس وحيدة في انتظارهم
منى ليلى انتي لسة هنا انا فكرتك في اوضتك
ليلى وقد انتبهت لها وتركت ما في يدها فهي كانت تمسك بالبوم الصور الخاص بالعائلة
ليلى صح النوم ايه النوم دا كله
منى اعمل ايه انا بنام ٤ساعة في ٢
ضحكت الفتيات
يفتح احمد الباب ويدخل ويراهم هكذا فيسعد لرؤية اخته تضحك فهي منذ ايام وهي حزينة ضعيفة يبتسم بمرح ويقول السلام عليكم
منى ليلى وعليكم السلام
تنظر من ل أحمد
منى ايه التأخير دا كله
يجلس احمد ويظهر على ملامحه التعب والارهاق
احمد بتعب اعمل ايه رامي بيه معملش الشغل بتاعي وخاف لېخرب الدنيا
تقترب منى منه وتضع يدها على كتفه
متى معلش ياحبيبي يالا اطلع غير هدومك عشان نأكل
احمد حاضر يا ستي
ينظر احمد ل ليلى لولو مش سامع صوتك ياحبيبتي
تنظر له ليلى لا ابدا يا ابيه غير هدومك وانا هسخن الاكل
احمد ينظر لها بفرح معقولة
ليلى
 

انت في الصفحة 1 من 29 صفحات