رواية عشتار وجلجامش
لقد تعاهدنا إما أن نحيا جميعا أو ڼموت جميعا
ربطت عشتار شعرها للأعلى ولبست فرو الذئب الأحمر وخرجت مسرعة للحديقة متجهة لشجرة التفاح لكنها توقفت أمام الشجرة محتارة هل علي أن اقطع كل تلك المسافة مجددا البحر والصحراء لاوقت لدي لمقايضة الشق أو مجابهة الدلهاب لن أصل لقلعة جلجامش إلا وتكون المعركة قد انتهت علي أن أجد حلا وبسرعة
لكن لم يأتها أي جواب كانت الشجرة صاتمة كالشجرة
عشتار أبالا أعلم أنك تسمعينني أجيبيني وإلا
لكن الشجرة ظلت صامتة كالصنم
دخلت عشتار منزلها بسرعة وعادة تحمل قارورة بها قليل من سائل قابل للاشتعال كانت تستخدمه في الشواء
قامت برشه على الشجرة واشعلتها وبدأت النيران تنتشر في أنحاء الشجرة
سكبت عشتار دلو ماء كبير على الشجر فخمدت النيران
عشتار كيف يستطيع جلجامش التنقل بين أرض الإنس والجن بسرعة أما أنا فعلي أن اقطع طريقا طويلا
أبالا لايفترض بي محادثتك هل تعلمين ذلك
عشتار لاوقت لدي للعب معك إن كنت تريدين النجاة من النيران عليكي أن تدليني على طريق مختصر
أبالا لايوجد طريق مختصر في كل معبر بين أرض الأنس والجن يوجد ممر خاص بالإنس وممر خاص بالجن ولا أنصحك بالذهاب من ممر الجن فهو خطېر على بنو البشر
أبالا حسنا الخيار خيارك عليكي أن تتسلقي لأعلى غصن ثم تمشين في الهواء كأنك تمشين على امتداد الغصن إلى أن تصلي لعالم الجن
أخذت عشتار تتسلق الشجرة إلى أن وصلت لأعلى غصن فوقفت عليه ثم وضعت رجلها في الهواء على امتداد الغصن كما قالت أبالا وفعلا كان بمقدورها المشي في الهواء
ك ألم أقل لك أنها ساحرة
لقد تأكدت الآن أنها قټلت عائلتها فعلا
شكلها الجميل لايوحي أنها مشعوذة
لم تكن عشتار تهتم بكل ماتسمع كانت تريد فقط الخروج من هذا العالم لتصل لعالم الجن قبل أن يحدث مكروه لزوجها وفجأة سقطت عشتار
تصارخ الناس أكثر وأكثر لكن صراخهم لم تعد تسمعه عشتار بعد الآن
الحلقة الخامسة عشرة والأخيرة الإنسية والجن
قصة الإنسية التي تزوجت جني
الحلقة الأخيرة
كان يحف قلعة جلجامش خليط من الحزن والكآبة مع تجمهر الجن من قبيلة جلجامش في ساحة القلعة حزينون مستسلمون للألم والعڈاب الذي حل بهم إذ بدأ جنود عيقم بالسلب والنهب قبل أن يتوج ملكهم مما ينبأ بحالهم المستقبلي
تقدم عيقم قائلا يا قوم عليكم بمبايعتي والولاء لي فقد انتهى كل شيء من يعترض سينضم لهؤلاء الخونة ومن يعتقد أن بمقدوره مجابهتي عليه أن يتحداني الآن كما جرت العادة أن استطاع أحد التغلب علي يكون ملككم
عم سكون وصمت مخيب للآمال في أرجاء القلعة
انتهى زمن الفروسية
فارسهم محپوس في قعر سلحفاة وزوجته الإنسية
يالهم من قوم بؤساء
عاصروا الحړب وتكبدوا خسائر في الأرواح والأموال وفي النهاية يخضعون للذل والهوان
حين يقف الخونة مع العدو يأمرونهم بالاستسلام والخضوع والاذعان
كم من واحد بدا رخيصا اليوم لدرجة أنه يستحي النظر في وجه القوم
ومنهم من كان ينظر بكل ماستطاع جمعه من وقاحة
لم يبقى أحد باستطاعته قول كلمة أتحداك.
الخونة على منصة العرش والأوفياء تحت المقصلة
والعرش يبكي مستجديا منديل وفاء يكفكف به دمعه بين كل الوجوه المتسخة بعار الخېانة تربت على كتفيه بخبث تريد نهشه من كل جانب
يالهؤلاء الرخيصين ينعقون مع كل ناعق ويطأطئون رؤسهم بفخر إنه الذل بثقة
قال عيقم مبتسما بزهو حين رأى الهزيمة واضحة جلية على مرأى القوم حسنا إذا لتبدأ مراسيم التنصيب اضربوا أعناق الخونة
وبدأ جنوده ېقتلون أعوان جلجامش المخلصين واحدا تلو الآخر
تعالت صيحات القوم
فتقدم الأزمل خاطبا في الجمع ياقوم قد طالت بنا الحړب سنينا طوال تكبدتنا خسائر فادحة في الأرواح والأملاك وانتهت الحړب بخسارة جيشنا وانتصار جيش الملك عيقم وقد جاء اليوم ليبايع ملكا على أرضنا فبايعوه تسلموا. عهد جلجامش وأسرته انتهى لانريد ملكا تبع هواه وتزوج إنسية متخليا عن مسؤلياته تجاهنا انتهى جلجامش للأبد انتهى انتهى
صاح بوق قادم من المنارة الرئيسية للقلعة وتعالى الهمس بين الجنود المتعلقون فوق السور
جلجامش
إنه جلجامش
جلجامش..جلجامش
جاء جني من أعلى المنارة بسرعة لسامد وقال سيدي جلجامش فوق الجسر مسرع قادم باتجاه القلعة
أثار وقع الخبر فرحة صامتة في أعين قوم جلجامش
عيقم پغضب لقد شككت أنه هرب منذ