الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه مجهول بقلم إسماعيل موسي

انت في الصفحة 2 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

الأمور بصوره جيدهفكرت هذه الفتاه تصلح حبيبه __
نزل الليل من السماء هابطآ علي درجات النهار وارتفع قمر بدر تأكل
سألتني وهي تقذف تجاهي بسكوته دون أن تنتظر ردي
تمددت علي الأرض أحدق في سقف المغاره تاركآ لعقلي الحريه في اختيار اكثر السيناريوهات مأساويه التي يمكن أن تنتهي بها قصتي
منتصف الليل اضأت تميمتي مره اخري واشارة البوصله لاسفل الجبل
قالت ماذا يعني ذلك
قلت علي ما اعتقد لابد أن نتحرك
نظرت من فوهة المغاره تحت الجبل تماما كان هناك قطار قديم
بهذه الغرابه منتصف الصحراء ظهر القطار
ظللت محدقا بالاضواء المشعه حتي قالت الفتاه
ستنتظر كثيرآ _____اتبعني
العالم شاسع جدآ إذآ كنت لا تستطيع أن تفهم نفسك فكيف بأعتقادك تسطيع ان تفهم ما يحدث حولك.
نزلنا الدرب الجبلي كنت أشعر بقشعريره وان الأمور لن تمضي بطريقه جيده لطالما اعتقدت ذلك قبل كل خطوه اتخذها بحياتي
في الأيام الأخيره منذ أن سمعت صوت ينادي بأسمي ناصر ناصر ولم اري شيء تعودت ان اتقبل كل الأشياء بغرابتها دون فهم
لذلك كان على ان اتقبل فكرة ظهور قطار من العدم يسير علي قطبان حديديه وسط الصحراء كانت عربات القطار ملونه كل عربه تحمل لون مختلف عن الأخري.
كانت العربه الاولي حمراء اللون والتي تليها زرقاء ثم خضراء صفراء بني ابيض اسود
استقبلنا رجل نحيل أسنانه بارزه له هيئه عجيبه كأن الزمن نسيه يبتسم بطريقه مخزيه رأسه صلعاء لم يتبقى عليها سوي احد عشر شعره سرحت علي جانب.
تذاكر 
حدقت في الفتاه بغرابه نحن لا نحمل تذاكر أخرجت الفتاه عمله مذهبه وضعتها في كف يده بعد أن عاينها منحها تذكره زرقاء وأشار للعربه.
أخرجت انا الاخر عمله مذهبه وضعها في جيب بنطاله ومنحني تذكره سوداء.
افترقنا بدا هذا واضحا جدا انا والفتاه لن نجلس في عربه واحده
تسألت لماذا اجتمعنا اذا كنا سنفترق بتلك الطريقه! 
لوحت لي الفتاه بيدها قبل أن تختفي داخل عربتها بدت مستسلمه بطريقه مخيفه بينما
كان الشك يلتهمني.
صعدت العربه سوداء اللون بالداخل القطار شاسع في كل ناحيه مقعد واحد فوقه حامل حقائب الرقم سبعه كان مقعدي
قلت مرحبا!
قالت مرحبا
قلت بتلعثم انت ايضا حضرتي لتسديد الدين
نظرت الفتاه للعربه الخاليه ولاحظت لأول مره اننا وحدنا داخل العربه ولا يوجد غيرنا
صوبت نظرها نحوي وشعرت ان عينيها تخترقني لا تتحدث عن الدين هنا لن تعجبهم تلك الكلمه
قالت بفخر انها الرحله الأخيره لي بعدها أصبح حره
قلت ماذا تعني بأنها رحلتك الأخيره! حضرتي هنا من قبل
أطلقت ابتسامه مقيته كأنها تنتوي آكلي انت مستجد
لم ارد كنت افكر بشيء اخر تيشا الفتاه التي كانت جالسه معي ربما الأصلح ان ابحث عنها بأنها مثلي
قالت الفتاه جرب أن تذهب لن تفلح بالوصول إليها مصيرك محدد
لن تغادر تلك العربه الا لوجهتك المحدده
انت تقرأين أفكاري
اسماعيل موسى
اكتسبت تلك المهاره لان والدي من الجان قارئي الأفكار سريعي البديهه
قلت بتلعثم التقيتي والدك
تجهم وجهها قالت بنبره ساحقه لا أحد يقابل والده ابدا
ماذا يعني ذلك واشرت لها بيدي بلا فهم
قالت الفتاه هناك محكمه تقام لكل جان تزوج بشريه أحكام القضاه فيها قاسيه جدا
الحړق النفي السچن في الغالب لا يرى الجان الذي تزوج ببشريه أبنائه
لا تحزن قبل أن يتخذو تلك الخطوه يعرفون ما ينتظرهم الزواج الطبيعي يتطلب اذن مسبق من ملك القبيله.
أطلق القطار صافرته وتوقف للحظه نظرت من النافذه من العربه الحمراء نزل شخصين تركهم القطار وانطلق
لوحت لي وهي تبتسم وتمنت لي رحله سعيده
لاحظت الفتاه اهتمامي بتيشا وقلقي عليها قالت بغل معظم الفتيات والشبان الذين يحضرون هنا لا يعودون مره اخري
قلت سيموتون
قالت لا الفتيات يتخذهم بعض الجان زوجات لهم والشبان أيضا
لأن الجان ليسو مثلنا لا يقبلون الديه
كشرت فمي لم أفهم ولا شيء
قالت الفتاه باستمتاع احيان تتخذ الجنيات الذين تعرضو للخيانه من أزواجهم أبناء زوجاتهم ازواج لهم ان كانو ذكور
او لبناتهم
بينما الفتيات بالغالب يتزوجهم إباء الخائنين او ملوك الجان
هذا ليس حقيقه قلت لها انتي مختله
حاولت أن لا اصدقها بينما قلبي يتلوي من الۏجع علي تيشا اطلق القطار صافرته بلا رحمه ولا شفقه بالأمي
كنت قد وصلت محطتي
ان اشد حماقات النساء هي إختيار مصلحتهن الخاصه وسرعة الهرب
وقفت دقائق اتلفت حولي في اي لحظه اتوقع ظهور جان ضخم

يقبض علي ويطير بي في الهواء لكن ولا شخص ظهر لا استقبال لا حفلة شاي لا دليل يقودني في هذه البلاد الغريبه
واصلت سيري مرغم كان العطش قد بلغ مني مبلغه الضيق والړعب
بعد ساعه من السير لاحت منازل كثيره منتظمه في صف كلها من طابق واحد أسرعت خطوتي حتي بلغت تلك القريه الصغيره
رغم حاجتي للراحه الا ان التميمه كانت تشير للأمام في منتصف منازل القريه أشارت التميمه لبنانيه قديمه من طابقين ثم توقفت عن الاشتعال.
دلفت خلال الباب المفتوح كان هناك ما يشبه رواق خالي لا مقعد لا اريكه لا سرير مجرد ارض صلبه
ناديت بنبره متزنه هل من احد هنا
حتي هذه اللحظه ومنذ خروجي من القطار لم اري سوي تلك الفتاه البشعه التي تخلت عني ارتقيت سلالم مكسره وانا علي وشك إخراج سېجاره لادخنها بالطابق العلوي كان هناك باب مفتوح لغرفه وحيده عندما لحمت سرير بشړي ارتاح قلبي
كل ما ارغب به الآن النوم ولا شيء غيره خطوتين وكنت داخل الغرفه
ادخن لفافة تبغ وانظر لفتاه شابه متعريه راقده علي السرير بوضعية طائر البطريق
او ليتها ظهري بسرعه سحبت من لفافة التبغ حتي تعبأت خياشيمي
قلت انت.
اذا كنتي بشريه علي ما اعتقد استيقظي من فضلك لا حياة لمن تنادي
فتحت عينيها بكسل قالت وهي ترفع البطانيه اخيرا وصلت
انتظر خارج الغرفه حتي ارتدي ملابسي!
اطعتها ووقفت علي باب الغرفه انهي سيجارتي
ادخل!
دخلتجلست على طرف السرير قلت بشك انت بشريه
قالت انت غبي
لو
المهم من انت
قلت فهد
قالت اول مره
قلت اول مره! 
قالت اليك التعليمات ستظل هنا بهذه القريه تعالج المړضي الذين يأتون إليك حتي يحضر شخص آخر لاستبدالك هذا في الظروف العاديه
في الحاله الأخري سيحضر هنا ولا اتمنى ذلك جنيه عجوز او شابه تأخذك لمملكتها لتسديد دينك
قلت اولا من سأعالج
قالت مرضي بشريين في العاده من الذين حضرو معك وفي حالات نادره جان
قلت الجان يمرضون
قالت أحيانآ
الطعام سيصلك كل يوم طبعا دون أن تشعر اذا كنت محظوظ لن يزعجك احد ستمر ايامك هادئه حتي موعد عودتك
منذ متى وانتي هنا
قالت ربما شهر
قلت وانا
قالت الرحله الاولي شهرين بعدها انت وحسن سلوكك وكفأتك
سأرحل الأن أخيرآ سددت ديني انا حره
انت أيضآ ابنت جان
قالت نعم لكن لا آحد يعوف ذلك الجان يطمسون الحقائق خلفنا
عند عودتك ستفاجأء ان لا احد شعر بغيابك
لا تحاول الخروج من القريه لا تتذاكي ادي عملك بضمير اقضي وقتك وارحل
اذا مرت عليك خمسة أيام بحلول منتصف اليوم السادس ستنتهي فرصة المطالبه بجسدك
يعني ان صاحبة الدين في حالتك تنازلت عن حقها فيك
القطار ينتظرني مع السلامه
مع السلامه
ألقيت بجسدي علي السرير اليس هذا حلم مقيت افتح عينيي بعده في منزل ابي
كنت متعب جدا ونمت ربما مرت ليله كامله اذا كانت حساباتي صحيحه لان الشمس اشرقت مره اخري
وجدت طعام على باب الغرفه تناولته بصمت وجلست بالشرفه اراقب القريه المهجوره
مضي يوم آخر قبل أن يظهر لي شاب من العدم كان يعاني من توعك في معدته كان أول مريض يحضر الي وبدا سعيد في حياته
عندما سألته كيف تمضي حياتك
وكنت اتوقع حجم البؤس الذي يعيشه انسان بعيد عن عالمه
قال انا بأحسن حال بعد أن رفضتني الفتاه التي كنت احبها تم طلبي لسداد ديني تزوجت جنبه شابه عشت معها أجمل أيام حياتي
الجنيات لا تكبر هل تعلم ما يعني ذلك
قلت لا
يعني انها متجدده إنها نفس المرأه لكن كل ليله تشعر انها اول مره
لقد تضخمت ثروتي بعد أن عدت لعالم البشر مع زوجتي
الان انا هنا في زياره ديني انتهى منذ مده طويله
سمعت صوت رقيق جدا ينادي من بعيد محسن!
حينها ابتسم الشابقال يجب أن ارحل زوجتي تناديني
انطلق تجاه الطريق من الشرفه قبل أن يصل لمحت فتاه خرافية الجمال تنظر تجاهي
لماذا تشكلتي سألها محسن قبل أن يصل اليها
جلست في الشرفه اتابع محسن وزوجته الجنيه حتي اختفيا عن نظري بعدها تمددت على السرير لبعض الوقت كنت مستغرق بالتفكير حتي حطت عصفوره جميله على شراعة شرفتي وراحت تشقشق بصوت جميل ظللت استمع لها بصمت مده ليست قليله ثم نهضت من مكاني بهدوء وانا متيقن من رحيلها لكن العصفوره ظلت ساكنه في مكانها وسمحت لي بتمرير اصابعي علي جناحها
كانت أجمل عصفوره رأيتها يوم تحمل الوان مزركشه بغاية الروعه والجمال حملتها بين يدي ورقدت علي السرير املس علي رأسها
رمقتني العصفور برهبه في البدايه لكنها سرعان ما سكنت
قلت غني يا عصفوره واصلي زقزقتك!
راحت العصفوره تزقزق بصوت ولا أجمل لكنه حزين جدا
ظلت بحضني اكثر من ساعه قبل غروب الشمس حلقت نحو الشرفه وقفت دقيقه تنظر إلى ثم طارت مبتعده
كل شيء هنا مختلف حتي العصافير التي تخاف في بلدتنا من البشر وتحلق مبتعده فور رؤيتهم اليفه هنا وتسمح لنا بلمسها
سرعان ما حل الليل تناولت طعامي ولم أشعر برغبه في النوم
لكن تلك الفتاه حذرتني من مغادرة المنزل ليلا قالت التحرك في الليل ليس آمن انت لا تعرف

ما ينتظرك بالخارج.
رحت اتقلب على سريري حتي الفجر حينها وقبل ان تغمض عيني سمعت صوت تحت شرفتي في الشارع
سحبت جسدي ونظرت من الشرفه في منتصف الشارع رأيت تلك الجنيه زوجة محسن تحدق بالشرفه بامعان
شعور بعدم الراحه رافقني حتي الصبح بعدها نمت ولم افتح عيني الا حدود العصر علي شقشقة العصفوره وصوتها الحزين
رفعت ظهري بكسل وجدتها علي الشرفه تشدو وهي تنقر الخشب
لوحت لها قلت تعالي حلقت العصفوره وحطت علي طرف السرير
قلت ما رأيك أن اتناول طعامي
واصلت العصفورة شقشقتها وهي تتابعني التهم طعامي
جلست على مقعد مخلع أخرجت لفافة تبغ اشعلتها وانا اتملي العصفوره مظهرها غريب
لا وجود لعصفوره يمكنها ان تشدو بهذا الجمال وتلك الطمأنينه
قبل المغرب حلقت العصفوره ناحية الشرفه نقرت الخشب ثلاثة مرات ثم طارت مبتعده
بدأت اتعود علي روتينها اليومي هذه العصفوره تحضر بعد العصر ترحل قبل غروب الشمس كأنها تعرف موعدها بالضبط
حاولت أن افكر في تصور لحل لغز حضورها لكني فشلت
مضي الربع الأول من الليل سكون وصمت في هذه القريه لا وجود لأي نفس غيري
كل ما علي فعله ان اجلس في الشرفه واراقب الخلاء والظلمه
عندما ينتصف الليل لاحظت انني اسمع صوت عواء ذئب
تكرر ذلك مرتين وان كنت لست متأكد اول ليله لكني الان واثق مما
يحدث
شعرت بضيق من جلستي الطويله في الشرفه كنت أرغب بأي مخلوق اتحدث اليه حتي لوكان عفريت او جني
الا يوجد أي أحد يسكن هنا جواري
تلك الفتاه

انت في الصفحة 2 من 15 صفحات