الخميس 28 نوفمبر 2024

روايه ست البنات

انت في الصفحة 28 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز


ان يمن الله عليه بالشفاء ويجعل الطريق واضحا امام ابنى ويرشده للصواب لن استطيع اخبار احد بما عرفته من وفاء لذلك سأنتظر حتى اعلم ما يدور بعقل تميم وما جعله هكذا لعلى اصل لمبتغاى 
اصبح تميم قليل الخروج من غرفته حتى انه لم يعد يتناول طعامه معنا فكنا نرسله له فى غرفته الخاصته وكان يتحجج دائما بكثره المذاكره وتعاقب الاختبارات حتى اننى صنعت له وجبه الاسماك التى يحبها وملئت له طاوله الطعام بكل ما تشتهى الانفس ومع ذلك رفض

تناولها فطلب تميم
من ملاذ ان تدخل له الطعام فى غرفته ولكنى استوقفتها تلك المره وقررت ان اذهب بها اليه 
حملت الطعام بين يدى واقتربت من غرفته لأطرق بابها ولكنى سمعت صوته عاليا وكأنه فى عراك مع أحدهم بالداخل عرفت من خلاله انه يحدث مرام فى الهاتف تسمرت مكانى القى السمع على غير عادتى ولكن قلبى ينهشه القلق لم استطع سماع الكثر وإنما تبيت بعض الحديث فسمعته يتحدث بعصبيه مفرطه
اللى بتطلبيه دا مستحيل وقولتلك الكلام دا مليون مره ولازم تحددى موقفك من دلوقتى
لا اعلم ماحدث ولا ماذا سوف يحدث ولكنى بالتأكيد لم اخبره بما سمعته 
الحلقه الثلاثون والأخيره
لماذا لا تسير الحياه على وتيره واحده كالماء المتدفق بنعومه ونحن ركبان السفينه التى تطفو عليه بهدوء لا نعبئ بما هوا قادم ولا نهتم ولكن للاسف تلك هيا سنه الحياه متقلبه كالبحر هائجه كالموج صافيه كالسحب قويه كالرياح لا تدوم ولا تستقر ولابد لنا ان نتقبل كل هذا بل ونتماشى معها حتى لا نغرق بين الامواج بالأمس تخطيت ماحدث لى وكل مامررت به والان لابد لى انت اتخطى ما يحدث خلف ظهرى ولا اهتم سوى بأسرتى التى جاهدت طويلا لأبقيها بأمان لا اعلم مايحدث بين تميم ومرام ولكنى متأكده انها سبب كل ذلك الحزن الذى يرتسم على وجهه منذ فتره ليست بالقليله لم استطع فتح حديث اخر معه فاستعنت بمن يشد آزرى دوما وطلبت من صفي التدخل فى ذلك الامر اتجهت ناحيته وانتظرت حتى انهى تناول طعامه وطلبت منه الحديث بمفردنا دخلنا غرفتنا وبدئت الحديث معه 
انا محتجاك ياصفي 
خير ياحبيبتى عنيا ليكى 
تميم بيضيع منى 
تميم !! ليه بس بعد الشړ 
الشړ اقرب لينا من نفسنا مش عارفين
نبعد عنه 
مش قلتى انك شرحتى له كل حاجه واتفهم الموضوع 
كنت فاكره كدا لكن للاسف كل يوم حالته بتسوء بقى مهموم وحزين ومنعزل ولما روحت ادخله الاكل سمعته پيتخانق مع مرام مش عارفه هيا طالبه منه ايه 
طيب ليه مدخلتيش تتكلمى معاه 
لا انا عايزك انت اللى تفتح معاه الموضوع
بس يا ميراس 
بس ايه 
يمكن تميم ميحبش يتكلم معايا
ليه بتقول كدا 
لان عمر مفهمه انك كنتى بتحبيه وانتى متجوزه ابوه ومفهمه انك اتجوزتينى عند فيه يعنى فى النهايه انا مجرد آداه بتغيظى بيها شخص بتحبيه
بس انت عارف ان كل دا مش حقيقى
انا عارف لكن
هوا ميعرفش
وجه دورنا نعرفه ارجوك ياصفي 
حاضر ياحبيبتى انا رايح له 
خد معاك التليفون وافتح الخط علاشان اسمع مش هقدر اصبر
من عنيا
جلست فى غرفتى انتظره على احر من الجمر اجلس على اشواك مدببه تخترق احشائى وانا ألتاع انتظارا لا اقوى على التدخل
ولا اقوى على الجلوس يعلم الله ان كل لحظه تمر وكأنها سنوات كثيره ولكن عزائى اننى استمع لحديثهم حتى ولو من بعيد
سمعت صوت صفي يبدء الحديث مع تميم فعلمت انه قد دخل له فاسترقت السمع اكثر
عامل ايه يا تميم
فيه ايه ياجماعه هوانا مسافر ولاايه مانا قاعد معاكم فى البيت
ومالك متعصب ليه كدا
علشان من كام يوم ماماجت وسئلتنى نفس السؤال انتوا بتدخلوا بالدور
لا ياحبيبى ماما قلقانه عليه بتقول بقالك فتره متغير ومش على طبيعتك والنهارده سمعتك بتتخانق مع مرام
يعنى كمان بتتصنطوا عليا 
فيه ايه ياتميم مالك انت مكنتش كدا وليه بتتكلم معايا بالاسلوب دا 
انا اسف ياعمو صفي فى النهايه انت جوز ماما اللى عايشين فى بيتك وبتصرف علينا من فلوسك مينفعش نتجاوز حدودنا معاك
عندما سمعت تلك الكلمات سقط قلبى وتفتت وكأن احدهم طعننى بخنجر اخترق ضلوعى ونغز قلبى سقطت دموعى رغم منى وانا اكتم انفاسى خشيه ان يظهر صوتى بينهم فينتبه تميم اننى استمع اليهم صمت صفي برهه ثم سمعته يتحدث بصوت خاڤت ونبره حزينه 
ايه اللى بتقوله دا ياتميم عمو صفي !! يعنى مبقتش بابا 
زمان لما كنت لسه صغير كنت فاكر انك ابويا واټصدمت لما عرفت انك جوز ماما بس تخطيت الموضوع واعتبرتك عوض من ربنا ليا لكن للاسف افكارنا واحنا صغيرين بتتغير كل مابنكبر 
وايه اللى صدر منى خلاك تغير تفكيرك القديم 
عنيا فتحت وعرفت حاجات كتير مكنتش هعرفها منكم
وطبعا عرفتها من عمك ومراته وبنته 
مش مهم من مين المهم انها الحقيقه
ممكن اعرف ايه الحقيقه اللى عرفتها عنى
طبعا حضرتك مكنتش هتقولى انك السبب فى طلاق ماما من عمى عمر وانك فهمتها انك بتحبها علشان تتجوزها وتاخدنى فوق البيعه وتضمن ميراثى وميراث ماما من ابويا وانى لما تميت 21 سنه وبقيت اقدر اتصرف فى ورثى خلتنى احطه فى البنك بإسمك وانا فاكر انك خاېف عليا اصرفه اتاريك بتحوشه لنفسك وطبعا بتصرف علينا منه واشتريت الشبكه منه بس دايما مفهمنا ان كل دا من خيرك انت مش من خير ابويا الحقيقى
انا دايما كنت بقول لوالدتك انها ظالمه عمر وداليا لكن دلوقتى اتأكدت ان اللى شافته منهم كان اقل القليل انا مش هزعل منك انك صدقت كل
اللى اتقالك لكن كان نفسي تحس بحبى ليك وتعرف انك احسن منى انا اللى كنت مابصدق مامتك تروح شغلها واروح اجيبك من الحضانه تروح معايا الشغل علشان مش قادر ابعد عنك ولا هاين عليا اسيبك ټعيط
انا اللى وجعك كان بيوجعنى وفرحتك بتنور الدنيا قدامى فرحتى بملاذ لما اتولدت كانت اقل بكتير من فرحتى بيك وانت بتكبر قدامى وبتنجح وبتكون علاقات واصحاب لحد ماوصلت للجامعه وبقيت عريس وعايز تخطب وبرغم رفض ميراس لجوازك من مرام الا انى اصريت ان البنت اللى تختارها لازم ترتبط بيها حتى لو كانت مين واشترينا الشبكه بنص الفلوس اللى فضلنا السنين اللى فاتت دى كلها نحوش فيها والنص التانى كنت هجهز لك بيه شقتك حتى ملاذ مفكرتش فيها ولا فى جوازها كان كل همى اشوفك مبسوط ومتحسش فى يوم ان ملكش اب تتسند عليه وبالنسبه لفلوسك اللى كتبتها بإسمى دا كان اقتراح ميراس لانها شكت فى ارتباطك من مرام يكون بسبب طمعهم فى فلوسك وخاڤت تأثر عليك و تكتب لها ورثك زى ماداليا عملت مع عمك وكتب لها اللى عنده وعلشان كدا خلتك تكتبه بإسمى وممكن تروح البنك وتتأكد ان الفلوس بأرباحها محدش لمسها ولا اتسحب منها جنيه واحده انا يابنى مش محتاج فلوسك ولا فلوس ميراس علشان اصرف عليكم انا لو هحفر فى الصخر مش هخليكم نفسكم فى حاجه بس انت للاسف واقع تحت ايد ناس قلوبها اتملت شړ وكل يوم بيمر عليهم بيزيدوا توحش عمك عمر لان امك رفضت تكمل معاه عاوز ينتقم منها من خلالك وداليا لانها عارفه ان ميراس احسن
منها مليون مره والطمع مالى
قلبها عاوزه تاخد فلوسك وهيا اللى خلت مرام تقرب لك وتفهمك انها بتحبك وانا وماما كنا عارفين الكلام دا ومش عايزين نقوله علشان منظلمش البنت لكن خلاص مبقاش ينفع السكوت اكتر من كدا
ياااه يا بابا شايل فى قلبك كل دا ومش عاوز تزعلنى
لو معملتش كدا مبقاش أب وانتى ابنى انا فاهم يعنى ايه ابنى انا 
كانت دقات قلبى تتراقص ودموعى تنهمر على وجنتى بسعاده وانا استمع لبكاء تميم ندما على مااوجع به قلب ابيه 
سامحنى يابابا متزعلش منى انا حاسس انى مخڼوق ومصډوم مش عارف اصدق مين واكدب مين
صدق اللى عمره ماكدب عليك ياتميم واللى بېخاف على مصلحتك مش اللى عايز منك حاجه
ليه حضرتك بتقول ان مرام مش بتحبنى 
دا يابنى كلام سمعناه والله اعلم بالحقيقه لكن انت من جواك حاسس بإيه هوا دا المهم 
مش عارف يابابا مع ان مرام هيا اللى صارحتنى بحبها الاول لكن انا حبيتها بجد وكنت حاسس انها الانسانه اللى هتكملنى لكن بعد الخطوبه حسيت انها بتتغير مش عارف ليه
ازاى 
قالت لى ان ماما هيا سبب طلاق ابوها لامها وسبب المشاكل اللى بينهم لحد دلوقتى وانها مش هترتاح لو عاشت مع ماما فى بيت واحد ولو بحبها لازم اشترى لها شقه
فى مكان تانى اكتبها بإسمها وطبعا لما قولتلها اننا معندناش القدره اننا نشترى شقه فى الوقت الحالى قالتلى ان معايا كتير من ورث بابا يكفى ويفيض وللاسف قولتلها انى كتبته بإسم حضرتك فقالتلى انك عملت كدا علشان تاخد فلوسى زى ماخدت فلوس ماما 
وبعدين 
قالتلى انى لازم اصارحك واطلب فلوسى علشان اقدر اسعدها واجيب لها كل اللى نفسها فيه ودا سبب خناقنا انى قولتلها مش هقدر اعمل كدا مع حضرتك
انت شايف ان اللى بتطلبه منك دا طبيعى 
مش عارف ساعات بقول انها طماعه وساعات بقول يمكن نفسها تحس انها مسؤله من راجل تانى غير ابوها يجيب لها اللى نفسها فيه
يابنى انا وامك اتجوزنا فى بلدنا واتنقلنا هنا علشان شغلى ودراستها سكنا فى شقه اوضه وصاله فى حته شعبيه بعيده عن شغلنا مكنش معانا فلوس ناخد تاكسى وكنا بنستنى الاتوبيس كان بيعدى علينا اليوم منعرفش هيبقى معانا فلوس تكفى تانى يوم ولالا كنت انا بشتغل الصبح وبالليل بصمم مواقع على الانترنت علشان ازود دخلى وامك كانت بتدرس فى الجامعه وبتذاكر لكم علشان نوفر فلوس المدرسين تفاصيل كتير مهما حكيتها مش هوفيها قدرها بس صدقنى مكناش زعلانين ولا حاسين ان فيه حاجه نقصانا بالعكس كنا حاسين اننا أمان لبعض ووجودنا مع البعض اهم مليون مره من اى حاجه تانيه مع انها كان ممكن تطالب بورثها ونعيش كويس بس انا حلفت ماهتصرف جنيه على حياتنا وهيا وافقت علشان هيا ست اصيله وحتى لما ربنا رزقنا عمرها ماطلبت حاجه لنفسها وكل طلباتها كانت ليكم وللبيت 
مفيش زيكم دلوقتى يابابا
لا فيه ودور وانت تلاقى 
سادت فتره صمت لم اسمع فيها شيئا حتى وجدت صفي يفتح الباب بابتسامه هادئه ويغلق الهاتف بكل لهفه وشوق فبكل ابجديات العشق اعشقه حتى وان ضافوا لعمرى أعمارا فليس مثله أحد يمسح بيده على قلبى فيبدله حاله من حزن لفرح ولا
هنالك فى الكون اصفي منه قلبا واطيب منه سريرة ولو صعدت روحى للسماء لظللت انتظره
ربنا يخليك ليا يا احسن حاجه حصلتلى فى عمرى كله 
ويخليكى ليا ياصاحبه الصون والعفاف
ابتسمت كالظمئان الذى وجد البئر اخيرا فكان مائه بارا
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 29 صفحات