الجزء الأول رواية جديدة بقلم زينب سمير
يشغلها
حسان
_المشكلة اني انا مش ضامنها هي ..فمش عايز اتكسف مع حد
قال الاخر
_ربنا يباركلك فيها..كويس انها مش عايشة زي بنات الوسط بتاعنا كل همهم الموضة وبس انت عارف مبحبش دا
حسان
_فعلا هي پتكره الكلام دا..المهم يلا علشان الاجتماع في شركتي
_يلا
ثم غادرا
بينما هبط اخيرا هو الطابق الارضي
ليخرج ليذهب بخطوات هادئة نحو أحد السيارت في ذلك الموكب
_هنروح الشركة ولا القصر يابلال بية
اجابه وهو يجلس بهدوء
_القصر
ليقول الحارس بصوت منخفض في ذلك الجهاز
_اتحركوا باتجاه قصر
ثم اغلق الباب لرئيسه واتجه للمقعد الأمامي بجوار السائق وجلس به وبدأ السائق بالقيادة بينما يوجد أمامه العديد من السيارات المليئة برجال الحراسة وكذلك بالخلف
وقفت وهي تقول
_همشي انا بقي...علشان ارتاح شوية
ثم غمزت لهم متابعه
_قبل ما نتقابل بالليل
ثم قبلتهم من وجنتيهم وذهبت
تطالعها نظرات صديقاتها الحنونة فمهما كان هم اصدقاء منذ الصغر ومهما بلغ نسبة جنونهم فهم بالنسبة لها فتيات عاقلة
وصلت لمكان سيارتها
جائت لتركبها وجدت سيارة أخري تعيق طريق خروجها
_عربية مين دي
نظر الحارس للسيارة ثم لها قائلا
_دي عربية اسر بية ياهانم
فريدة بضيق
_ومين دا كمان...المهم طيب انا اعدي بالعربية ازاي دلوقتي
حرك الحارس كتفيه علامة الجهل
لتقول
_البني ادم دا شكله غبي اصلا في حد يركن عربيته كدا
اتي صوت من خلفها قائلا
_ميرسي ياانسة
الټفت براسها لتجد شاب يبدو في بداية الثلاثين وسيم بعيون بنية وجسد رياضي
_انت صاحب العربية دي
وأشارت لها بقرف
اسر بابتسامة وهو يقول
_اها انا صاحب العربية دي
وأشار لها كما أشارت هي
لتقول فريدة
_طيب اركنها كويس بقي علشان اطلع انا
اسر بابتسامة
_تدفعي كام
فريدة بتعجب
_What
اسر
_اقصد ثواني هركنها عدل اهو
ثم ركبها وأبعدها عن سيارتها لتركيب هي سيارتها وتتحرك بها وقبل أن تذهب من أمامه انزلت الزجاج وأخرجت رأسها لتقول بسخرية
ثم اكملت قيادتها دون أن تلتفت له مرة أخري
ليقول هو بابتسامة لنفسه
_شكل حكايتنا هطول يابنت عوف بس انا وراكي وراكي والزمن طويل
ثم أخرج هاتفه متصلا لاحدهم وبعد ثواني هتف
_ظهرت في حياتها اخيرا..وفي أقل مدة هاخد كل اللي عايزينه منها....
وقفت السيارة أمام بوابة منزلها ..قصر حسان ابو عوف.. بمعني ادق لتجد كالعادة الآلاف من الحراس متخصصون لحماية كل شخص هنا ..الا هي فقد اقسمت أن لا يحرسها أحد والا لن يحدث خير وبالفعل ومنذ صغرها لا يستطيع أحد أن يحميها أو ېتهجم عليها حتي فشراستها مخيفة ظلت تنظر لهم بسخرية وهي تسير بالسيارة للداخل ناحية الجراج أولئك فقط يظلوا بالايام والشهور هكذا وهي تعلم أن لن يحدث اختيال لوالدها أو اي شى من هذا القبيل فهو لا يعمل بشئ خاطئ وربما يكون هذا السبب الذي سيودي الي ۏفاته وصلت الجراج لتصف السيارة بمكانها وتخرج منها ثم نظرت لأحد الأشخاص الموجودين هاتفه
اؤما بنعم مبتسما قائلا
_حاضر ياست البنات
ابتسمت لكلماته مجيبه
_بحب اوووي الكلمة دي منك
وارسلت له قبله في الهواء ذلك الرجل الذي تعتبره كأب ثاني حتي والدها يستشيره احيانا في بعض الأمور من كثره تقاربهم وطيبته
ثم ذهبت نحو الباب وهي تتجهز لتتلقي وابل من النصائح والشتائم معا
وما أن دخلت للقصر واتجهت نحو غرفة المعيشة ولمحتها والدتها السيدة فيروز أحد سيدات المجتمع الراقي ورغم هذا تعتبر ست بيت درجة اولي وحقا فريدة مستغربة من أن والدتها استطاعت أن تبقي الاثنان معا فهي لا تترك حفلة ولا تترك أي شئ أو اي جديد في حياه ابناءها يفوتها...
هتفت فيروز وهي تراقب دخولها
_فري حبيبة مامي اخيرا جيتي
فريدة بتوجس
_مامي انا مش مطمنالك
فيروز ضاحكة
_لية يعني في أية..وبعدين ما دام خاېفة يبقي عاملة مصېبة أو کاړثة كمان
فريدة بلامبالاة وهي تشير بيدها بلا
_لا والله معملتش حاجة خاالص
جاء صوت والدها الغاضب من الخلف وهو يدخل أيضا للغرفة ويبدو أنه اتي في تلك اللحظة
_والله اومال مين دي اللي كسفتني قدام كل الناس اللي هناك دي
فيروز بتعجب
_عملت ايه بإحسان
حسان بغيظ
_الهانم هي وماشيه بتقولهم هتوحشوني والله
فريدة
_الله يابابي دي مشاعر فياضه مني وحبيت اعبر عنها ليهم
حسان وهو يحرك يده علي وجهه محاولا التحكم في عصبيته من ردودها
_وراحة تعبري عن حبك في وجود الشيطان يافريدة... الشيطان مرة واحدة
خرجت شهقة مرتفعة من فيروز وهي تضع يدها علي فمها بينما قالت فريدة بتعجب أشد
_شيطان ...شيطان كل ما اكلم حد انهاردة مورهوش سيرة غيره ..ايوا مين يعني الشيطان دا..وبعدين في حد يلقب نفسه بالاسم المخيف والمقرف دا
حسان موضحا
_يابنتي افهمي بلال بية مش اي حد
فريدة باستهزاء
_فهمني ازاي مش اي حد
حسان
_يعني لو البلد كل اقتصادها عبارة عن عشرين مليار
هو هيكون ملكه النص أو التلت هو مالك معظم المشاريع اللي بتعملها الدولة انتي مش فاهمة أنه بنظره أو بإشارة يقدر ينسف اي حد أو حتي يدمر اقتصاد بلد اسم بلال پيترعب منه الاجانب قبلنا سكوته دا اكبر عڈاب للشخص اللي قدامه انتي فعلا مش فاهمة يعني أية شيطان يافريدة لان اللقب دا قليل اووي عليه ...لما يغضب من حد
فريدة بدهشة
_وكلمتي دي هتاثر قوي عليه
حسان
_طبعا تأثر كفاية انك اتكلمتي وهو بيتكلم وكمان حاجة ازاي اصلا مخلتيش السكرتيرة هي اللي تيجي تبلغني بوجودك
فريدة بضحكة غباء
_اصلي مشفتهاش
حسان
_خلاص دا مش موضوعنا مادام عدي علي خير الحمد لله..المهم مقررتيش تنزلي تشتغلي
فريدة بتأفف
_لا يادادي مش ليا مزاج
هتفت فيروز متعجبة من حديث ابنتها
_فريدة انا قربت اټجنن منك انتي ولا دلوعة بطريقة اوفر زي الوسط بتاعنا.. ولا بتشتغلي وعايزة تبني كيان زي معظم ما الناس بتفكر.. ولا ليكي مخططات ماشيه عليها.. وبتقولي عندك طموح هتحققيها ..حقيقي انا مش فهماكي ياديدا
فريدة بلمعة غموض خفيفة
_انا بحب اني اكون كدا يامامي محدش يفهمني خالص
حسان هاتفا فجأة
_اية رأيك تشتغلي مع الشيطان او بمعني اصح عنده
فريدة
_هي هتكون تجربة شيقة لكن sorry dad انا مش عايزة اشتغل Now
فيروز
_طيب اطلعي خدي شور بسرعة.. وانت كمان ياحسان ..قبل ما يوصل فارس علشان ناكل
فريدة
_اوك.. تشاو مؤقت
وتركتهم وذهبت
هتف حسان بقلق
_انا مبقتش فاهم فريدة خالص يافيروز الاول كانت شفافة لكن دلوقتي لا ...حالة غموض سيطرت عليها جامد
فيروز بهدوء
_مفيش داعي للخوف دا ياحسان.. انا عارفة كويس حبك لفريدة وتعلقك بيها وخۏفك عليها .. لكن متخفش بنتك قوية ومفيش جديد ظهر عليها.. فريدة زي ما هي
حسان
_انتي شايفه كدا
_مفيش غير كدا اصلا
لكنها همست بداخلها في سر انتي شيلاه جواكي يافريدة ومخبياه عننا وانا لازم أعرفه كفايه اختفائك طول الليل وانشغالك عننا
بالطابق العلوي
بنفس ذات الوقت كانت تقف هي في شرفتها تنظر لحديقه القصر بشرود ولمحة تحدي غريبة واصرار يظهر في عيونها وهدوء يسيطر علي المكان حولها كأنها لا تسمع لاي شئ خلفها أو امامها والبرود يغلف ملامح وجهها ...برود سقيعي كأنها تعترف أن حياتها بلا فائدة أن ضاعت وسط تلك الكوارث التي تفعلها ...أو تجهز لها دون معرفة أحد من اهلها
تنهدت بعمق وهي تقول
_قرب يحصل اللي انا عايزاه ووقتها هيعرفوا اني بعمل ويشتغل في حاجة اقوي من اني اشتغل مع الشيطان دا... علي الأقل دي مفيدة ليا انا ..مفيدة بدرجة مخلياني دايما حاسه