رواية وبها متيم انا امل نصر
في البيت اساسا!
عاد أمين من وردية عمله الصباحية ليلج لداخل منزل الأسرة الذي ترعرع به ويجمعه بوالدته وشقيقيه حسن هم أن يهتف بالأسم عليهما ولكنه توقف على صوت الأغنية التي تصدح من مذياع الراديو بالشرفة الكبيرة بالصالون.
يا صباح الخير ياللي معانا
الكروان غنى وصحانا
والشمس طالعه في ضحاها
والطير اهي سارحه في سماها
يا صباح الخير ياللي معانا
ياللي معانا
اقترب منها ليجد والدته تدور بالدورق المخصص على كل أصيص لتسقي النباتات والزهور المزروعة به تبسم ليلقي التحية وهي التي كانت تدندن مع كلمات الأغنية انتبهت لترفع رأسها إليه فتطالعه بابتسامة رائقة لوجهها الصبوح ونظارتها الطبية ذات الإطار القديم
صباح الهنا على عيونك .
قالتها مجيدة وهي تضع الدورق على الأرض لتكمل وهي تقترب منه
جيت في الوقت المناسب يالا بقى عشان تفطر معايا أنا واخوك هو صحي و وزمانه خارج دلوقتي من اؤضته.
قبلها امين على أعلى رأسها المغطى بحجاب صغير وقال بصوت مجهد
معلش بقى خليها وقت تاني انا ھموت وانام اصلا.
يا حبيي طب كل لقمة وبعدها ريح براحتك.
ربت بخفة على ذراعها قبل أن يكمل ابتعاده عنها
تسلميلي يا ست الكل أنا وأكلي لقمة خفيفة في القسم قبل ما اجي اشوفك الضهر بقى.
في طريقه كاد أن يصطدم بشقيقه المهندس حسن والذي كان خارجا من غرفته ف قهقه له ضاحكا بالتحية قبل أن يتجاوزه الاخر ليدلف لغرفته ويغلقها عليه ف اقترب حسن ليجلس على مائدة الطعام ويشارك والدته والتي تنهدت بقنوط قائلة
قالت الأخيرة بعصبية جعلت حسن يضحك لها وهو يتناول كوب الشاي ويحرك سكره بالملعقة فقال بدفاعية
الله يا ست الكل وانا ذنبي إيه بس
هتفت بسخط
عشان ولا واحد فيكم فرحني ولا جبر بخاطري وانا ھموت وابقى جدة هتمعلوها امتى بس لما اموت!
صلي ع النبي يا ماما ليه العصبية دي بس
ع العموم انا بعمل اللي عليا وبحاول وعلى ايدك كذا مرة نعمل محاولات خطوبة وجواز وتتفركش على اخر لحظة لكن النصيب بقى.
رددت مجيدة خلفه متنهدة بتأثر
اه النصيب النصيب ده اللي خلى اخوك يتعلق بواحدة مش حاسة بيه ولا شايفاه اساسا وهو برضوا مش قادر يشوف غيرها..
قال حسن رغم تأثره هو الاخر
تبسمت مجيدة تقارعه ساخرة وقد انقلب مزاجها للمرح فجأة
شوف يا خويا مين اللي بيتكلم انت يا حسن!
ضحك المذكور يدعي الخجل والڠضب
يوووه بقى عليكي يا مجيدة هو انتوا شايفني جبلة ومبحسش يعني ولا إيه بس
قهقهت مجيدة بضحكاتها توميء برأسها مما جعله يدعي البؤس متابعا
طب جامليني طيب في وشي كدة لدرجادي انتوا واخدين فكرة وحشة عني
إنتهى من تمريناته الصباحية في صالة الالعاب ثم خرج بجذعه يصعد درجات منزله الضخم حتى الطابق الثاني بحيوية ونشاط وقد تخلى عن العرج الذي صاحبه لعدة سنوات بفضل إرادته الفولاذية وتصميميه على النجاح حتى في هذا الأمر.
هم ان يدخل إلى جناحه ولكنه تراجع فجأة ليذهب إلى الناحية الأخرى في الغرفة التي اتخذتها زوجته لتصوير فيدوهاتها كي تنشرها على صفحاتها المشهورة على وسائل التواصل الإجتماعي.
بدون استئذان فتح مقبض الباب بهدوء ليتابعها وقد كانت واقفة تستند بجذعها على السور الحديدي الصغير لشرفتها بهذا الرداء الرياضي تيشيرت