طفل البالونات
انت في الصفحة 1 من صفحتين
قصة حقيقية :
يقول أحد الأخوة : إعتدت عندما يمدُّ لي طفل فى سوق الخضار كيساً أنا فى غنََا عنه، أن أبتسم في وجهه وأن أمسح على رأسه، كإعلان لتضامني معه والإعتذار له بطريقة تحفظ كرامته، ولا تشعره بالخسارة، بقدر ما ترفع معنوياته شأني فى ذلك امتثالي لحكمة أبي رحمه الله، الذي كان يقول لنا :
( عليكم بجبر الخواطر )
يقول : أردت يوماً الترفيه عن أبنائي الصغار فتوجهت بهم حسب طلبهم إلى الحديقة ولم تكن مزدحمة كالعادة إقترب منا أحد الصبية وهو في السابعة من العمر تقريباً، يحمل بالونات، وهو يروج لها أمام أطفالي الثلاثة !!
وكنت أعلم أن ابني الأوسط أحمد إذا فقعت بالونته قبل أخويه، فإن الرحلة ستنقلب إلى ساحة معركة تعكر صفو المشوار !!
لذا طلبت زوجتي من الطفل الإبتعاد وإصطياد زبون آخر .
مضى الطفل كسيرََا، وأنا أتابعه ببصري آملاً أن أراه يحظى بمشتري يُسعده !!
ولكنه ظل يدور ممسكاً ببالوناته دون أن يجد مشتري !!
ثم عاد و توجه صوبنا مرة أخرى، ومكث غير بعيد يتأمل فينا، كأنما يراجع قراراً فى نفسه قبل اتخاذه !!
تثبَّتُ في مكاني كالملدوغ، وقد جعلني هذا الطفل أحتقر نفسي بتصرفه هذا ..
فقد أرضى ۏلع أطفالي بإمتلاك البالونات، وقد كان همي فقط هو عدم تكدير صفو النزهة، وقد نسيت أن امتلاك البالونة لدقيقة قبل تلفها يعنى الكثير من المتعة لأبنائي الذين جلبتهم من أجل أن أرى تلك السعادة التى حرمتهم منها، والتي تفضل بها عليهم هذا الطفل الغريب .
أسرع الطفل فى النزول عبر الصخور التى تمرَّس على وعورتها، كما تمرَّس على ضنين الحياة التى دعته ليترك لعبه ويبيع بالوناته !