الخميس 19 سبتمبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

طفل البالونات

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

ظللت أجري خلفه حتى أوشكت على الوقوع، إلى أن لحقت به بعد أن تقطعت أنفاسي، وأمسكته من كتفه، فحاول الهروب، ولكننى تمكنت منه لضعفه و لقوتي، بعد أن تمكن بضعفه من هزيمة قوتي بتصرفه ذلك .

سألته : لماذا أعطيت أبنائي البالونات وولّيت هارباً ؟!
فقال لي : هي هدية لله !!

فأحسست حينها أن الصخور تميد تحت أقدامي، و أحسست باحتقاري لنفسي، فأنا قد كنت أنشد راحة أبنائي دون أن أفطن لراحة هذا الطفل الصغير فى تطييب خاطره وشراء بضاعته !!
فأفرغت ما فى جيبي وأعطيته له، ولكنه رفض بقوة، وكأنه يحتقر فعلي، فاحتضنته بحنان أبوي وسط ذهول المارة، ونزلت دمعة من عيني كطلب الغفران منه، عسى أن يغفر أنانيتى ونسيانى لوصية أبي : 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
(عليكم بجبر الخواطر )

لم أفترق منه حتى رضي مرغماً بأخذ المال، ورجعت إلى أطفالي وقد تكدرت في داخلي لحظات النزهة، حتى عدت إلى المنزل !!
فإن حرصي على عدم إشتباك أبنائي، جلب عليَّ عبئاً أكبر من صړاخ إبني أحمد لفقده بالونته والتعدى على أخويه والغريب في الأمر أن بالونتي أولادي الآخرين كانتا قصيرتا العمر، وبقيت بالونة أحمد ممسكاً بها حتى عدنا للبيت، ونام محتضناً لها دون أن يصيبها أذى، ولم تنشب تلك المعركة التي كنت أحذرها .

العبرة :
عليكم بجبر الخواطر والمسح على رؤوس أطفال السوق
إن لم تشتروا منهم فابتسموا في وجوههم كتعويضاً لهم عن طفولتهم البائسة بحنان حرمتهم منه الظروف .

يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : 
( إن العطاء ليس مالًا فقط، وإنّما أن نحفظ ماء الوجوه، ونُطيّب الخواطر، ونراعي الكرامات، فإنَّ إراقة ماء وجه إنسان، كإراقة دمه )

وما عُبِد الله في الأرض بأفضل من جبر الخواطر . 💜

انت في الصفحة 2 من صفحتين